الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وسبعة - ٠٦ أبريل ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وسبعة - ٠٦ أبريل ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

عرض الحقيقة أو صورة سوداوية عن الحقائق

«الغريب» و«إخوة ليلى».. ثنائية دراما الصدق والكذب

موناسادات خواسته
الفن والثقافة لهما أثر كبير في الحياة منذ القدم وحتى الآن، ولكن بعد تطور الأدوات المستخدمة فيهما، نشاهد شيئاً فشيئاً تغيّرت طريقة استخدامهما وكل مجموعة استخدمتهما في مسيرة اهدافها، ولا ننسى دور الإعلام الذي يقوم بتعريف وتبييض وجه الأمور السيئة أو عرض صورة سيئة عن موضوع يخالف ما يريده أصحاب الفتن، وهذا هو الذي نراه في عالمنا اليوم والحرب الناعمة التي تجري في وسائل الإعلام والشبكات الإجتماعية، فهناك جبهة ثقافية في اتجاهین مختلفین، كما هو الخير والشر، البعض يعملون في تبيين الحقائق التي تجري في المجتمعات المسلمة ودول محور المقاومة، ولكن الجهة الأخرى تبذل كل جهدها لتضييع الحقائق وعرض صورة سيئة عن الواقع الذي يجري في هذه المجتمعات، فالصراع بين الخير والشر والنور والظلام كان منذ خُلق الإنسان حتى يومنا هذا، ولكن ماهي مهمتنا في هذه الأجواء؟ نختار أي من هاتين الجبهتين؟
 لابد أن نكون مع الحق أو ضد الحق، ولا يستثنى من هذه القضية الفنانون وصنّاع ومنتجو أفلام السينما.
يوم بعد اخر تحلق السينما الايرانية بعيدا وتدهشنا بمبدعيها ومضامين اعمالها والطروحات السينمائية التي تقدمها عبر كوكبة من المبدعين سواء في طهران او حتى المقيمين خارجها والذين تظل السينما هاجسهم والانسان قلقهم، ومن الاسماء التي راحت تشكل علامات وبصمات ايجابية مثل فيلم الغريب
في هذا السياق رأينا أخيراً عرض فيلمين سينمائيين ايرانيين مختلفين جداً تم عرضهما وهما فيلم "الغريب" وفيلم "إخوة ليلى"، ففي هذا المقال نقدّم لكم نبذة عن كل منهما.  
"الغريب" رواية مسيح كردستان
في فيلم "الغريب" للمخرج محمدحسين لطيفي نتعرف على سمات شخصية الشهيد بروجردي ونشاهد بعض الأحداث التي مر به في إقليم كردستان.
يقول الشهيد محمد بروجردي الذي تدور قصة الفيلم حول حياته ونضالاته في وصيته: "معرفة ومحاربة التيارات الذين يحاولون حرف الثورة عن خطها الأصيل أكثر حساسية وأصعب بكثير من محاربة صدام المقبور وأمريكا".
إذا شاهدنا فيلم "الغريب" نرى جهود بروجردي لحماية الناس وإنقاذهم، نفهم بشكل أفضل سبب تسميته بمسيح كردستان!
"الغريب" ليس له قصة غريبة. إنها قصة جذابة ومختصرة لشهرين أو ثلاثة من حياة رجل عاش فيما مضى بيننا.
في كل يوم من حياته، يحمل جزءاً من هم البلاد، وأخيراً، مع بداية أعمال الشغب في كردستان، يذهب إلى تلك المنطقة لإنقاذ الشعب الكردي المظلوم من شر جماعات كوملة والديمقراطيين والانفصاليين الآخرين.
الشهيد بروجردي هو شخص طيب، كريم تجاه أبناء وطنه، مع نوع من راحة البال الفطرية. هو مناضل ماهر وذكي، وفي المواقف الحرجة، يتحكم في الموقف بالتفكير والتخطيط.
إنه لا يخاف من المواقف الخطرة ويقرع أي باب لإنقاذ حياة الأبرياء وحتى المخطئين قد يدركون الحقيقة ويعودون إلى حضن المجتمع.
"الغريب" ومحاربة الجماعات والطوائف الإنفصاليين
عندما يتصاعد الحديث الطائفي والاختلافات السياسية في المجتمع، فإن ما يهمه هو انقاذ حياة الناس وممتلكاتهم وأمن المجتمع.
خلال الفيلم، يحاول بروجردي إصلاح هذا الوضع. وهو يعتقد: "إذا لم نذهب فإن رجالا ونساءً من مختلف الفصائل سيتحولون إلى جثث في الشارع!" هذه هي الحقيقة نفسها التي شهدناها في أعمال الشغب الأخيرة.
يقول بروجردي في جزء من الفيلم: "إذا كان العدو عبر الحدود، فمهمتك واضحة. ولكن عندما يختلط كل شيء، يصعب التمييز بين الصواب والخطأ ".
هذا الوضع له مثال ممتاز في زمننا الحالي عندما غزت وسائل الإعلام المعادية الحدود ومزجت بين الصواب والباطل.
الحل هو تثقيف وإعلام الناس والأجيال. نفس الشيء الذي فعله الشهيد بروجردي بنفسه .
كوملة؛ الجماعة الشريرة والإجرامية التي طالبت بالحكم الذاتي، لم تذر أي غدر وجريمة في طريقها لتحقيق هدفها، لكن غالبية الأكراد، مثل مواطنينا الآخرين، ليسوا ملزمين بالقومية ويحبون وطنهم.ونرى هذه الحقيقة في غريب حيث يقول أحد أبناء الشعب الكردي: "شرفنا ترابنا"، إن حياتنا لا تستحق الكثير لتضييعها على الوقاحة والعار ". أو مشهد آخر يقول فيه مواطن كردي: هذه هي كردستان. ستبقى كردستان إلى الأبد! "
معاملة الأسرى في  "الغريب"
في مشهد آخر للفيلم نرى أن بروجردي بعد عمله اليومي رغم تعبه الشديد يتصل بزميله ليذهب وسط سجناء كوملة ويقول: لنذهب ونتحدث معهم. حتى لو اثنين منهم يعودون ، فزنا "
وهذا مثل الآية 23 من سورة المائدة التي تقول: "من أحيا نفساً فكأنما أحيا الناس جميعاً". لا يشارك بروجردي في الكمية. أبحث عن الجودة.
يحاول ويتدخل لإحياء وإنقاذ شخص واحد من براثن الطائفية. يدخل زنزانة السجناء ويتحدث معهم حتى الصباح.
أخيراً ، ينام بينهم. هذا الفعل مثال على التنوير والجهاد في التفسير ، وقد كشفت لنا أهميته خلال الفيلم.
مسيح كردستان لا يثبط عزيمته بسبب إخفاقات وخيانات العناصر الداخلية ويحاول أداء دوره على أكمل وجه. ويرى الحل في إعلام الأكراد حتى يتمكن من مساعدتهم وإنقاذ المنطقة من انعدام الأمن وخطر العصابات الارهابية.
 ان "الغريب" ليس مجرد تذكير تاريخي أو مقدمة لتقديم بطل. "غريب" فيلم لبلدنا اليوم.
اخوة ليلى
فيلم "إخوة ليلى" للمخرج "سعيد روستايي" والذي ظهر من الفضاء السيبراني هذه الايام، يتناول للأسف قصص بؤس الناس في المجتمع، والتي قد تكون حدثت لأقل من 1٪ من المجتمع، وهو يسيء احترام الوالدين وكبار العائلة، وخاصة والد الأسرة.
يروي الفيلم قصة حياة فتاة تبلغ من العمر 40 عاما، تعيش مع والديها وإخوانها الأربعة.. تواجه عائلتها العديد من المشاكل المالية، حتى يدركوا أن والدهم قد أخفى مبلغاً كبيراً من المال.. الكشف عن هذه القضية إلى جانب تدهور حالة الأب وجهود كل من الأبناء للحصول على هذا المال الاحتياطي، يدفع الأسرة إلى حافة الانهيار.
الأب هو رب الأسرة وله دور مركزي في تضامن الأسرة وتماسكها، وكما له مكانة خاصة ونبيلة في ثقافة بلدنا والتي سمعناها من أسلافنا.
نرى في الفيلم مشكلة "المبالغة" المتطرفة في كل شيء تقريباً، والتي تظهر الحرمان والفقر في المواقف الحرجة للفيلم، لها تأثير مثير للشفقة أكثر من بطل الرواية وأفراد الأسرة الذين لا يمتلكون أي ميزات لشخص بارز يمكن أن يكون المشاهد متعاطفا معه.
"اخوة ليلى" ضد الوالد
احترام الأب هو موضوع مهم جدا في شريعتنا وثقافتنا، والتي وفقاً لكثير من النقاد، فإن سعيد روستايي شكك تماما في هذه القضية في "إخوة ليلى".. من حظر الفيلم في ايران إلى توزيعه غير القانوني وتعليقات نقاد السينما المختلفة عليه كان هذا الفيلم محط الأخبار في هذه الأيام، نرى في الفيلم مشاهد مختلفة من عدم احترام الوالد ولكن في الحقيقة احترام الوالد في المجتمع الايراني من القضايا الهامة جداً، بما ان المجتمع الايراني مجتمع عريق.
في العمل الجديد للمخرج "سعيد روستايي"، يحدث تدنيس ثقافي واجتماعي، وهو صفع الأب على وجهه، وهو أمر لا يوجد في أي مكان في الثقافة والدين لدينا نحن الإيرانيين، حتى في أصعب الظروف الاقتصادية، الصفعة التي يجب مراعاتها في استمرار رغبة ليلى في الموت لوالديها.
وبحسب بعض النقاد، فإن سعيد روستايي، الذي يتمتع بسجل حافل في صناعة الأفلام السوداوية للمهرجانات، شكك في واحدة من أهم قيم البلاد، وهي الأسرة، في أحدث أعماله.
على عكس فيلم "الأبد ويوم واحد" الذي شكك في دور الأم في الأسرة، فإن فيلم "إخوة ليلى" يتعامل مع القيم العائلية مرة أخرى، ويجعل الأب في الأسرة ضعيفاً وليس محترماً، حيث نرى ليلى أمام أعين إخوتها تهين والدها وتصفعه بقوة.
القضايا الأخلاقية والإسلامية التي تعنى باحترام الوالدين، فالثقافة الإيرانية الأصيلة لا تعكس هذه القضية المتمثلة في عدم احترام الركنين الأساسيين للأسرة بأي شكل من الأشكال.
فيلم "اخوة ليلى" لا يشبه "العالم الإيراني" إطلاقاً الفيلم يقدم صورة حاقدة وقبيحة للتقاليد.
إذا كانت العلاقات والتقاليد في العالم الإيراني غير منطقية وخاطئة ، كان ينبغي أن تنهار الآن. التقاليد لها وظيفة وهذا هو سبب
 استمرارها.
بالطبع ، في بعض الشرائح الاجتماعية، التي تصادف أن لديها مطالب أكثر حداثة وتعاني من أزمة هوية ولا تعرف ما إذا كانت موجودة هنا أم هناك ، وجدت هذه التقاليد شكلاً خاطئاً ومشوهاً
ومتفاخراً.
يمتد حكم الفيلم على العالم الإيراني إلى الجميع دون أي تمييز ويظهر للجميع على أنهم متظاهرون وكاذبون وغير معقول. الفيلم ضد "العالم الإيراني".
في الأفلام الإيرانية التي تحظى بدعم مادي من فرنسا طريقة غريبة، تدور أحداث القصة حول الحمام!.
فيلم "عائلة محترمة" كان له نفس الميزة. أسهل طريقة لإظهار اشمئزاز من "الحياة الإيرانية" هو ما فعلته هذه الأفلام.
"الغريب" و "إخوة ليلى"
وأخيراً عندما نقوم بمقارنة فيلمي "الغريب" و "إخوة ليلى" نرى مشاهد جميلة من التضحية والإحترام للآخرين وكذلك مساعدة الإخوة من أهل السنة في المدن الإيرانية، وهذا ما رأيناه حقيقة في حياة الشهيد محمد بروجردي، ولكن في فيلم "إخوة ليلى" نرى الإساءة وانهيار الأسرة وهذا لم يكن صورة حقيقية عن  المجتمع الإيراني، بل المخرج يسعى لعرض صورة سوداوية عن المجتمع الإيراني للحصول على الجوائز في المهرجانات الأجنبية التي تبذل جهدها لإنهيار النظام العائلي، منح الاتحاد الدولي لنقاد السينما (Fipresci) فيلم "إخوان ليلى" للمخرج سعيد روستائي جائزة النقاد الدوليين لأفضل فيلم في منافسات مهرجان كان الرئيسية!

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي