الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وستة - ٠٥ أبريل ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وستة - ٠٥ أبريل ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

فنلندا تنضم إلى الناتو .. تصعيد خطير على أوروبا الملتهبة

الوفاق- بعد مخاض عسير رُفع علم فنلندا في مقرّ الناتو بالعاصمة البلجيكية بروسكل لتصبح العضو الحادي والثلاثين في التكتّل العسكري الأكبر الذي شكّله الغرب بقيادة أمريكا للهيمنة على العالم، خطوة ستضع دون أدنى شكّ كامل أوروبا الملتهبة مؤخراً على صفيح أشد سخونة من أي وقت مضى، لا سيما في ضوء حرب روسيا مع اوكرانيا التي إندلعت لهذه الأسباب.
وفيما اعتبر امين عام حلف الناتو الخطوة بمثابة تدعيم لقوّة الحلف في أوروبا، سارعت روسيا للردّ على هذه الخطوة ميدانياً، وأعلنت تعزيز قواتها العسكرية في غرب البلاد.
انضمام بعد مباركة أنقرة
وجاءت الموافقة على انضمام فنلندا الى الحف العسكري الغربي، بعد ان أفسحت تركيا المجال أمامها لتصبح العضو الـ 31 في حلف شمال الأطلسي بعد موافقة برلمانها على طلب انضمامها إلى الحلف. وكانت أنقرة قد أخرت مسعى فنلندا للانضمام إلى الحلف الدفاعي الغربي لشهور- مشتكية من أن الدولة الواقعة شمالي الكرة الأرضية تدعم "إرهابيين" على رأسهم التنظيمات الكردية المسلحة.
وكان قد أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) ينس ستولتنبرغ الاثنين أن فنلندا ستصبح رسميا دولة كاملة العضوية في الحلف اعتبارا من غد الثلاثاء، وستشارك في كافة اجتماعاته.
وردا على انضمام فنلندا نقلت وكالة نوفوستي عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن بلاده ستعزز قدراتها العسكرية في شمال وغربي البلاد. وقال ستولتنبرع " سنرحب بفنلندا بصفتها العضوة الـ31″، موضحا أن العلم الفنلندي سيرفع بعد ظهر الثلاثاء بمقر الحلف في بروكسل.
وأكد ستولتنبرغ أن حدود الحلف البرية مع روسيا ستتضاعف بانضمام فنلندا، وهي دولة ستقدم للناتو قوات مدربة ومعدات وعددا كبيرا من قوات الاحتياط، وفق تعبيره.
وأشار إلى أن انضمام البلد الإسكندنافي للحلف خالف توقعات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و"أثبتنا -من خلاله- لبوتين أن أبواب الناتو غير موصدة". كما أكد ستولتنبرغ أن انضمام السويد أيضا إلى الحلف في المستقبل القريب "هدف" آخر لدول الناتو.
ولا تزال السويد، التي قدمت طلب الانضمام إلى الناتو في الوقت نفسه من مايو/ أيار الماضي مع فنلندا، تواجه شكاوى مماثلة من أنقرة. وتحتاج أي عملية توسع للناتو إلى دعم جميع أعضائه.
تصعيد يذكّي نيران الحروب
ودون شك أن خطوة الناتو هذه ستفاقم من تدهور الأوضاع على الساحة الدولية جراء العديد من الأزمات، أهمها الحرب الروسية الأوكرانية وما تبعها من تداعيات على النظام الأمني العالمي، حيثُ أحدثت الحرب حالة من عدم الاستقرار في أوروبا، والتي جاءت بعد انتهاك الخلف الغربي لتعهداته مع روسيا بأن لا يتمدّد، إلاّ أن الأخيرة أعلنت حملتها العسكرية على أوكرانيا في ضوء وصول أيدي الناتو العسكرية الى أوكرانيا بالقرب من الحدود الروسية.
فالناتو هو عبارة عن تحالف من 30 دولة أوروبية وأمريكية شمالية، بما في ذلك الولايات المتحدة, تم تشكيل الناتو بعد وقت قصير من نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1949،  زادت عضوية الناتو من 12 إلى 30 دولة من خلال ثماني جولات من التوسيع, وكانت جمهورية مقدونيا أحدث دولة تنضم إلى التحالف في 27 مارس 2020، كما أعلنت خمس دول شريكة عن تطلعاتها لعضوية الناتو: البوسنة والهرسك، وفنلندا، وجورجيا، والسويد، وأوكرانيا فالوثيقة التأسيسية لمعاهدة شمال الأطلسي تحدد أهداف والتزامات الناتو من أهمها ضمان السلام والأمن من خلال الدفاع الجماعي، إلاّ ان سياسة الحلف خلال العقدين الأخيرة تمحورت حول التمدّد والهيمنة على الدول وزيادة الضغوط على روسيا والصين في الشرق لمنع صعود نجمهما على المستوى العالمي.
الموقف الروسي
على الجانب الآخر من الحدود الطويلة مع روسيا بأكثر من 1300 كيلومتر، تبدو الأمور أكثر من مجرد منغصات، فموسكو التي أبقت خيوط العلاقة الجيدة مع هلسنكي خلال 20 عاماً ماضية، يضعها توسع الأطلسي أمام حقبة جديدة في العلاقة مع جيرانها الشماليين، حيث ترتبط فنلندا والسويد والنرويج والدنمارك وأيسلندا في تجمع ما يسمى "مجموعة دول الشمال". وانقلبت علاقة "حسن الجوار" بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
تغيير في قواعد اللعبة
على مستوى الجغرافيا السياسية (جيوسياسي)، تقلب العضوية الفنلندية قواعد اللعبة التي سادت منذ فترة، فقد قدم الروس مع غزو أوكرانيا سردية ثابتة عن أن "الأطلسي" تعهد بعدم التوسع أبعد من شرق ألمانيا. وفي توضيح شفاف متكرر، أكدت روسيا الإتحادية أن الحرب الأوكرانية هدفها "إعادة الأمور" إلى وضعها "الطبيعي"، أي إلى ما قبل توسع الناتو.
ومع هذه العضوية، تصبح روسيا على تماس بري إضافي مع الأطلسي، بحدودها البرية مع فنلندا، وتوسع نطاق سيطرة الحلف في مياه البلطيق. وذلك يعكس رغبة الكرملين في لجم الحلف الغربي.
وتزيد عضوية فنلندا (والسويد المتوقعة) في "الناتو" من أمنها، كما هو الحال مع باقي دول إسكندنافيا. لكن يرى البعض أنّه على المدى الطويل سيواجه الغربيون والروس زيادة المعضلة الأمنية والتوترات في منطقة بحر البلطيق.
معضلة أمنية
ويرى الخبير الأوروبي في قسم الاستراتيجيا ودراسات الحرب في أكاديمية الدفاع الدنماركية يورغن ستون، من خلال دراسة نشرها مؤخراً "المركز الدنماركي للسياسات الدولية" (دييس)، أنّ عضوية البلدين (فنلندا والسويد) في الناتو "ستخلق معضلة أمنية لعموم منطقة البلطيق". ويتوقع ستون اشتداد حرارة منطقة البلطيق "إذا ما جرى تحريك وحدات عسكرية للأمام أكثر، أو أنّ الحدود الفنلندية - الروسية شهدت تحركات غير منسقة بين الجانبين".
ويبدو عموماً أنّ "انعدام الثقة"، وتزايد الحديث عن نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا، كخطوة تصعيدية من موسكو، جاء دون أدنى شكّ ردّا على التصعيد الغربي وإصرار الناتو على التمدّد نحو روسيا، وخصوصاً أنّ ما يشبه طوقاً ممتداً من مياه البلطيق، وصولاً إلى القطب الشمالي، بات يضيق على روسيا.
وقبل سنوات قليلة فقط، وخصوصاً بعد ضم شبه جزيرة القرم في 2014 وتوتر علاقة الطرفين (روسيا والغرب)، كانت منطقة البلطيق أشبه بمنطقة عمليات روسية دون مضايقة جادة من الأطلسي ودول إسكندنافيا.

 

البحث
الأرشيف التاريخي