التحليل الإخباري
لماذا إحتدم الخلاف بين نتنياهو وبايدن؟
موقع نور نيوز
رغم إنصياع"بنيامين نتنياهو" لمطالب المحتجين وإضطراره على تأجيل خطته لاستكمال إصلاحاته القضائية ردا على اشتداد عمق ونطاق الاحتجاجات في الأراضي المحتلة، إلا أن المواقف الأخيرة للرئيس الأمريكي "جو بايدن"."فيما يتعلق بضرورة إلغاء نتنياهو لهذا القرار وإغلاق ملفه إلى الأبد أدى إلى غضب رئيس وزراء الكيان الصهيوني من البيت الأبيض.
نتنياهو رد بحدة على تصريحات بايدن وادعى أن إسرائيل لا تمضي في قراراتها على أساس ضغوط خارجية، حتى لو كانت هذه الضغوط من أصدقاء إسرائيل المقربين (إشارة إلى أمريكا)!
على الرغم من اعتقاد بعض المحللين أنه بعد انسحاب نتنياهو الأولي من إصلاحاته المثيرة للجدل، سترسل الحكومة الأمريكية إشارة إيجابية إلى تل أبيب لكن لم ترد أنباء عن هذا السلوك.
في هذا السياق هناك نقطتان لابد من الإشارة لهما:
أولاً: يعتقد بايدن أنه بسبب القدر الكبير المتبقي من الاستياء من نتنياهو واستمرار الموقف السلبي لبعض السياسيين المعارضين لنتنياهو ضده وضد حكومته الائتلافية، فإن إرسال إشارات إيجابية إلى رئيس وزراء الكيان الصهيوني لن يكون له عواقب إيجابية على واشنطن.
علاوة على ذلك يعتزم نتنياهو طرح موضوع الإصلاحات القضائية مرة أخرى في الأشهر المقبلة، كما أنه يؤكد على هذه المسألة. وفي مثل هذه الحالة نصحه مستشارو بايدن باختيار خيار "الانسحاب المطلق من الإصلاحات القضائية" على الفور كمطلب أساسي من نتنياهو وعدم الاكتفاء بانسحابه المؤقت.
ثانياً: لا يزال بايدن لا يثق في نتنياهو، لأن الديمقراطيين يعتقدون أنه بغض النظر عما يحدث في فلسطين المحتلة، فإن بقاء نتنياهو في السلطة بسبب علاقاته الوثيقة مع الحزب المنافس سيوسع نطاق وسلطة مناورة الجمهوريين الانتخابية في عام 2024.
في مثل هذه الحالة، فإن أفضل خيار لبايدن هو عزل نتنياهو من السلطة، بل ومن الممكن أن يستخدم الديمقراطيون الانقسامات التي نشأت بين أعضاء حزب الليكود، خاصة بعد إقالة وزير الحرب من قبل نتنياهو، ووضع تفكك الحكومة كهدف قصير المدى على جدول الأعمال.
وتظهر استطلاعات الرأي في الأراضي المحتلة أيضا أنه في حال إجراء انتخابات مبكرة، والتي تعتبر خطًا أحمر لنتنياهو وأعضاء حكومته، يمكن لائتلافه المنافس الفوز بمعظم مقاعد الكنيست.
على هذا النحو لا يملك نتنياهو قدرة كبيرة على المناورة ضد بايدن في الوقت الحالي لأن الاحتجاجات الداخلية أضعفت موقفه بشدة، لكنه مع ذلك وبينما شدد على تنفيذ إصلاحات قضائية أساسية من خلال إجماع واسع، قال: "لقد عرفت بايدن منذ أكثر من 40 عامًا وأنا أقدر التزامه الطويل الأمد تجاه إسرائيل".
ومن المنتظر أن نشهد في الأسابيع المقبلة اشتداد الخلافات خلف ستار البيت الأبيض ونتنياهو وأعضاء حكومة الكيان الصهيوني، ومن غير المستبعد أن تتدحرج كرة الخلافات هذه لتغمر الميدان السياسي بين الطرفين.