الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وخمسة - ٠٤ أبريل ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وخمسة - ٠٤ أبريل ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

تبلورت ملامحها في زيارة السفير الأمريكي لمنافس أردوغان الرئاسي..

مؤامرة أمريكية تستهدف الإنتخابات التركية

الوفاق- في الآونة الأخيرة تناقلت وسائل الاعلام العالمية، اعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفضه مقترح أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم، تأجيل موعد الانتخابات التركية من الـ 14 من مايو القادم، إلى الـ 18 من يونيو.
وشدّد الرئيس التركي على المضي قدما في إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، بالرغم من تداعيات زلزال فبراير، والتي كان كثير من المراقبين يتوقعون تأجيلها بسبب الخسائر الناجمة عن هذا الزلزال. ولم يكن موعد الانتخابات الذي جرى حسمه هو الإشكالية الوحيدة التي تحيط بالانتخابات، فثمة إرهاصات وتوقعات بتدخل أمريكي في الانتخابات.
رغبة أمريكية مفضوحة
حيث يتهم الفريق الموالي لأردوغان وحزب العدالة من سياسيين وأجهزة اعلام، بوجود رغبة أمريكية لإزاحة أردوغان وحزبه وحلفائه عن حكم تركيا، بعد ما يقرب من عشرين عاما منذ نجاحهم في الانتخابات المتوالية التي تم إجراؤها طوال هذه الفترة.
وثبتت صحة هذه الإتهامات مؤخراً بشكل جلي جداً، حيث وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انتقادات حادة للسفير الأمريكي في أنقرة، جيف فليك، على خلفية زيارة الأخير لزعيم حزب الشعب الجمهوري ومنافسه الرئاسي كمال كيليتشدار أوغلو.
وقال أردوغان في كلمة خلال افتتاح مشاريع في إسطنبول: "أدعوا السفير الأمريكي في تركيا إلى عدم تجاوز حدوده، والالتزام بمهام منصبه".
وأضاف: "في الانتخابات القادمة علينا تلقين الولايات المتحدة درسا"، مشيرا إلى أن "(الرئيس الأمريكي جو) بايدن يتكلم من هناك (من الولايات المتحدة)، وسفيره هنا ماذا يفعل؟ يذهب لزيارة كمال (كيليتشدار أوغلو).. هذا معيب".
نوايا بايدن العدائية
المؤامرة الأمريكية تجلت منذ بداية ولاية بايدن أيضاً، حيث دأب الأخير حتى في حملته الانتخابية على وصف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالمستبد، داعياً إلى ضرورة اتباع نهج جديد في السياسات الأمريكية تجاه تركيا.  
باختصار أصبحت تركيا وفي وقت واحد بمثابة إما حديقة خلفية أو على الأكثر كجبهة أمامية في صراع جيوسياسي بين الأقوياء، وظل الحال على ذلك حتى جاء عام 2002، وفي نهايته صعد حزب العدالة والتنمية التركي ليتولى الحكم منفردًا بعد نجاحه المذهل في الانتخابات البرلمانية لينتهج نهجًا مستقلاً، محاولاً كسر جدار التبعية للغرب وعلى رأسه أمريكا، راسمًا لتركيا دورًا جديدًا في العالم.
هنا شعرت الإدارات الأمريكية المتعاقبة بخطورة النهج الاستقلالي، الذي تمارسه حكومة حزب العدالة بقيادة أردوغان فكان لابد من رسم استراتيجية جديدة تحاول أن تعيد فيه المارد إلى قمقمه مرة أخرى.
أوراق ضغط على الحكومة التركية
هذه الاستراتيجية تبلورت أكثر مع صعود إدارة بايدن إلى كرسي الرئاسة في البيت الأبيض، فتمحورت حول اتخاذ أوراق ضغط على الحكومة التركية لجعلها تمتثل للإرادة الأمريكية، فكانت ورقة الأكراد، وورقة مبيعات الأسلحة الحديثة الأمريكية، وورقة حقوق الإنسان.
بالنسبة للأكراد، دعمت الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية الارهابية في سورية المعروفة بقربها من حزب العمال الكردي الارهابي الذي يخوض حرب عصابات مع الدولة التركية.
أما ورقة الامتناع عن تزويد تركيا بالأسلحة الحديثة، فقد تبلور في وقف مشروع انتاج الطائرات الحديثة إف 35 المشترك بين تركيا والولايات المتحدة، كما أجلت أمريكا صفقة بيع طائرات إف 16 المعدلة إلى تركيا.
ورقة حقوق الإنسان
وتمثلت ورقة حقوق الإنسان الأداة الاستراتيجية الأمريكية الأخيرة في كبح جماح الصعود التركي، فبايدن عندما يريد الضغط على دولة ما فإنه سرعان ما يرفع شعار القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو اتجاه يعاكس سياسات سلفه الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي لم يولِ هذه القضايا أهمية تُذكر خاصة في تعاملاته مع دول الشرق الأوسط لا سيما تركيا.
التدخل الأمريكي في الانتخابات التركية
تتعدد الاتهامات التي يسوقها المسئولون في حزب العدالة التركي بالتدخل الأمريكي المزمع في الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، بالرغم من أن الصف الأول من المسؤولين الأتراك ينأون بأنفسهم عن الحديث المباشر في ذلك الموضوع.
وإذا كان من الطبيعي أن يتحدث الموالون لحكومة العدالة سواء كانوا ساسة أو وسائل إعلام عن التدخل الأمريكي في الانتخابات، ولكن أن يخرج أحد المعارضين ليتحدث عن هذا التدخل فهذا هو المثير للدهشة.
وفي وقت سابق قال رئيس حزب الوطن التركي المعارض دوجو بيرينجيك، بأن الولايات المتحدة تنوي تنظيم معركة دموية في تركيا، خلال فترة الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن واشنطن تعتبر أنقرة بيدقًا. وأوضح بيرينجيك، قائلا: إن صحيفة فورين بوليسي الأمريكية وهي هيئة شبه رسمية تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، كانت قد أصدرت في وقت سابق مقالاً يفيد بأنه ستكون هنالك مذبحة في تركيا خلال الانتخابات الرئاسية القادمة، بعبارة أخرى، أعلنت الولايات المتحدة للعالم أنها ستنظم مذبحة في تركيا خلال فترة الانتخابات.
وأضاف بيرينجيك، أن سيناريو المؤامرة الأمريكية واضح تماما، كوضوح الجهة المسؤولة عن بث الفتن والخلافات حول العالم.
دلائل ومؤشرات عديدة
من جانبه أيضاً الصحفي التركي في جريدة تقويم بكير هزار قد نشر تفصيلات مهمة عن خفايا اجتماع زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيلتشدار، مع زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار في فندق الماريوت على بعد 30 متراً من السفارة الأمريكية في العاصمة التركية أنقرة، لإقناعها بالعودة للطاولة السداسية وهي تحالف المعارضة التركية ضد أردوغان.
وذكرت الصحيفة أن اجتماع الماريوت حضره عدد من العاملين بالسفارة الأمريكية في العاصمة التركية أنقرة، إلى جانب مسؤولين بحزبي الشعب الجمهوري والجيد.
وأكدت أن ظهور اسمي رئيسي بلديتي إسطنبول وأنقرة في هذا الاجتماع جاء بتوصية أمريكية، وأن سبب اختيار فندق الماريوت، إلى جانب قربه من السفارة الأمريكية، هو احتواؤه على أجهزة تشويش تحول دون مراقبة الاجتماعات المهمة، مشيرا إلى أن كيلتشدار أوغلو اعتاد عقد اجتماعات داخل الفندق.
وبينت الصحيفة أن الفندق مملوك لأحد قيادات طائفة المورمون التي اعتقل منها القس الأمريكي أندرو برونسون في تركيا من قبل بتهم التجسس، وتدخل حينها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب شخصياً للإفراج عنه بعد فرض عقوبات ضخمة على أنقرة من أجل السماح بإطلاق سراحه.

 

البحث
الأرشيف التاريخي