الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وأربعة - ٠٣ أبريل ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وأربعة - ٠٣ أبريل ٢٠٢٣ - الصفحة ۸

التحليل الإخباري

جرائم القتل الجماعي في الولايات المتحدة: الانهيار من الداخل

عبير بسام
موقع العهد الإخباري
تكرر السيناريو المهول مع تغيير بسيط، فمن نفذ الجريمة في ولاية تينيسي هذه المرة "شابة" في الثامنة والعشرين. من يرتكب جرائم القتل الجماعي في أمريكا هم "شباب"، وذوو مشاكل نفسية كبيرة بالتأكيد، ولديهم سهولة في الوصول إلى السلاح، اذ حملت "الشاذة جنسيًا" أودري اليزابيت هيلي بندقيتين نصف اتوماتيك تستخدمان في الهجوم ومسدسًا عيار 9 ملم، وبدأت بإطلاق النار في أروقة المدرسة، أي أنها كانت تهاجم بنية القتل، وهذا ما أشار إليه الإعلام الأميركي بطريقة غير مسبوقة.
وما يعتبر ملفتًا في الحادثة، أن المدرسة التي هاجمتها هيلي هي مدرسة خاصة وذات طابع ديني كانت تلميذة فيها من قبل، وهذا له علاقة وثيقة بأزمة هيلي. وهنا يحضرنا التوجه غير الطبيعي في المجتمعات الغربية نحو تشريع "الشذوذ" والترويج له، وما إلى ذلك من التحولات التي يواجهها المجتمع الغربي، وكأنه فايروس ينتقل في الهواء.
بالتأكيد إن الحديث عن الأزمة التي تتعرض لها الولايات المتحدة في السنين العشر الأخيرة ليست صغيرة ويبدو أنها تتراكم وتزداد، إذ شهد العام الماضي 303 حوادث إطلاق نار بحسب موقع K-12 وهو موقع أنشأه الباحث ديفيد ريدمان، 89 من هذه الحوادث كان في المدارس.
لكن يبدو أن هناك تسطيحًا للأزمة، فرئيس الولايات المتحدة جو بايدن يعزو الأمر للدستور الذي يعطي الحق لكل أميركي تجاوز 21 عاماً بحمل السلاح. وهو يحاول منذ قدومه للسلطة سن قانونًا في الكونغرس يحد من السماح العشوائي لكل من بلغ السن القانونية بحمله، ولكن هذا القانون مصدر جدل كبير، وارتفاع عدد الضحايا في العام الماضي وبأكثر من أي وقت مضى يثير تساؤلًا كبيرًا حول استغلال بايدن للحوادث من أجل تمرير قانونه فقط، مع أنه وصف حادثة تينيسي بانها مثيرة للقرف، وأنها لا تتسبب بانقسام المجتمع الأميركي فقط، بل تتسبب بانتزاع روح الأمة الأميركية، وذلك خلال حديث له يحث فيه الكونغرس على إقرار القانون مجدداً.
بالطبع مع وجود الجمهوريين كأغلبية في المجلس من الصعب أن يمر القانون لأن ذلك سيفقدهم ثقة ناخبيهم، لأن القانون يمس بروح الدستور. ومرور القانون يعني انتصارًا لبايدن، ولذلك لن يمرره الجمهوريون أبدًا.
ما يتغاضى عنه بايدن وغيره ممن يتصارعون على الحكم، بأن المجتمع الأميركي بات مجتمعًا مقهورًا من خلال العنصرية السائدة منذ بداية تأسيسه، وبسبب التنمر الفاضح الذي يمارسه الأقوياء على الضعفاء فيه، واليوم بات مقهورًا عبر فرض مفاهيم اجتماعية شاذة وقوننتها فيه، ويد هؤلاء هي من تحمل السلاح وتطلقه عشوائيًا للتنفيس عن أزماتها، وقد تأتي الطلقة في رأس البلد.

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي