التربية الخاصة.. سعي إلى تذليل المصاعب
بصورة عامة يشترك جميع البشر في خواص وسمات عامة ومن هذا ينتج انهم يتعلمون بنفس الطرق تقريباً ويتلقون نفس العلوم ونفس المهارات وبأساليب مشتركة في اغلبها، لكن هناك من يشذ عن الغالبية لدواع نفسية واخرى فسيولوجية وهم الذين يعرفون بذوي الهمم او ذوي المهارات الخاصة الذين يتعلمون بطرق تربية مختلفة تعرف بالتربية الخاصة، فما هي التربية الخاصة، وماهو تاريخ الاهتمام بها؟، وماهي اهدافها التي تخدم عبرها هذه الفئة؟
تعرف التربية الخاصة على إنها مجموعة البرامج التربوية المتخصصة والتي تقدم لفئات المختلفين المعاقين على اختلاف أنواع إعاقتهم من الأفراد غير العاديين لمساعدتهم على تنمية قدراتهم إلى أقصى حد ممكن، وتحقيق ذاتهم ومساعدتهم على التكيف والاندماج مع مجتمعهم لئلا يكون عالة على المجتمع او انهم يشعرون بعقد نقص تؤثر فيهم وتنهك قواهم النفسية وبالتالي يغيب عنهم التوازن.
منذ ان خلق الله سبحانه وتعالى الخليقة وهو يفاضل بينهم في ما يعطيهم من نعم فمنهم من يمنحه تميز في مجال ومنهم من يحرمه من بعض النعم وهذا ليس جديداً ولا خافياً على احد، لكن الاهتمام بفئات ذوي الهمم هو الامر الجديد والذي اصبح الاهتمام به حديثاً في علم النفس وميدان التربية بشكل عام املاً في تدارك خطيئة التربية ولتغطية التقصير الذي رافق كل العصور الماضية.
وتعود البدايات العلمية المنظمة إلى النصف الثاني من القرن الماضي، ويشترك في التربية الخاصة عدة علوم ومنها علم النفس والتربية وعلم الاجتماع وحتى القانون والطب، جميع هذه العلوم اخذت على عاتقها تمكين هذا النوع من البشر وعدم تركهم مهملين تحرقهم نيران التمييز السلبي والاحتقار سيما في المجتمعات المريضة نفسياً وما اكثر هذه المجتمعات والافراد داخل المجتمعات.
ما هي اهداف التربية الخاصة؟
منذ ولدت التربية الخاصة وهمها تحقيق مصلحة ابناء هذه الطبقة المجتمعية وفق اهداف معينة تعتقد انها الاهم بالنسبة اليهم وهي:
اول واهم هدف من اهداف التربية الخاصة هو تشخيص الأطفال غير العاديين عبر أدوات القياس والتشخيص المناسبة لكل فئة من فئات التربية الخاصة وبالتالي التعرف على ذوي الحاجة الخاصة ونوعية هذه الحالة ودرجة تقدمها أو تأخرها للتمكن من تقديم المساعدة والعون وفق طرق علمية بعيداً عن الارتجال والتعاطف الذي لا يفضي الى خطوات ملموسة تصب في بوتقة خدمة هذه الشريحة.
ثاني الاهداف التي تعمل عليها التربية الخاصة هو قياس مستويات وطرق تفكريهم ووضع مناهج وبرامج وتعليمية ومن ثم وإعداد طرائق التدريس وذلك لتنفيذ وتحقيق أهداف البرامج التربوية الرامية الى تنفيذ الخطط التربوية التي تناسب كل فئة منهم وفق مبدأ مراعاة الفروق الفردية وذلك بهدف التسهيل على صاحب الحاجة وعلى محيطه طريقة التعامل والتواصل سعيا إلى تذليل المصاعب التي تواجهه في سبيل ان يحيا حياة كريمة آمنة مطمئنة.
ومن اهداف التربية الخاصة هو زج اصحاب الهمم في المدارس المهنية وحتى المشاغل بهدف اكسابهم مهارات ومهن يمكن ان يتخطون بها كل الحواجز التي قد يفرض بعضها عليهم على اعتبار انهم ليسوا مؤهلين للخوض في غمار العمل والمهن بصورة عامة وبالتالي يمكن تحويلهم من فئة مستهلكة ومهمشة الى فئة منتجة وذات قرار وفاعلية الامر الذي يتيح لهم الاندماج الكامل في المجتمع.
ختاماً من اجل هذه الفئة التي حرمتها الظروف وقدر لها مقدر الامور ومسير الحياة ان تكون بهذه الخانة في التصنيف المجتمعي لابد لنا ان نعي حقيقة ان لا احد افضل من احد وما يوجد هو تفضيل نسبي لحكمة من لدن الخالق الكريم، وكل ما تقوم به التربية الخاصة ان هو الا شعور بمظلوميتهم المجتمعية ومحاولة انقاذهم مما هم فيه فليس لهم ذنب وليس منطقياً ان يركنوا على رفوف الزمن وكأنهم قطع جامدة لا تسمن ولا تغني من جوع.