بعد انتخاب قلعه نوئي مدرباً؛
المنتخب الايراني .. وتساؤلات عن مستقبل الكرة في البلاد؟
الوفاق/ خاص
اسعد الانصاري
تضاربت الآراء والأقاويل بعد المستوى الذي ظهر به المنتخب الايراني بكرة القدم في نهائيات كأس العالم الاخيرة في قطر، فهناك من يقول: ان مستوى المنتخب كان جيداً وبالخصوص في المباراتين الاولى والثانية؛ وللمباراة الاولى ظروفاً خاصة لعل اهمها هو الخوف أو الرهبة من أسم الفريق المقابل «انجلترا» وتاريخه في اللعبة.
أما البعض الآخر – وهم الأكثرية – فيقولون: بأن مستوى المنتخب كان سيئاً للغاية قياساً لمستواه في المباراتين الوديتين اللتين خاضهما قبل المونديال أمام كل من الارغواي والسنغال.
والمنتخب الايراني الآن اصبح له ثقله ليس فقط على النطاق الاسيوي بل حتى على المستوى الدولي والاقليمي، فهو يملك لاعبين ينافسون في اعلى مستويات الدوريات الكبرى في العالم.
فهناك من يتواجد في الدوري الهولندي وآخر في الدوري الالماني، وهناك من يبدع في الدوري البرتغالي!
ومستوى الكرة الان في العالم كله قد تغير، بحيث اصبح الفارق بين الكرة الاسيوية والاوروبية أو الافريقية شبه معدوم، ففي السابق كان الفارق واضحاً، والجميع يعلم نتيجة المباراة قبل بدئها؛ أما الان فمن الصعب بل من المستحيل ان تتنبأ نتيجة المباراة قبل انتهاء صافرة الحكم!!
ولسنوات طويلة تتربع ايران على العرش الآسيوي في التصنيف الدولي للعبة، ولكن قبل فترة قصيرة اصبحت في المركز الثاني بعد اليابان، والاخيرة قد ابهرت العالم بمستواها الراقي وخصوصاً في البطولتين الاخيرتين من كأس العالم في روسيا وقطر.
وبالعودة للحديث عن المنتخب الايراني؛ فاليوم الجماهير الكروية الايرانية تترقب وتأمل بأن يفعل المنتخب الايراني شيئاً يرد الروح لها!
فلسنوات طويلة وعديدة تنتظر هذه الجماهير بأن يخطف المنتخب كأس آسيا الذي حققته ايران لثلاث مرات والذي حدث قبل اكثر من 45 عاماً!
فالجماهير الكروية متعطشة لتحقيق بطولة كروية هامة – ويا حبذا لو كانت أمم آسيا – لتعيد الآمال لها بأن وضع الكرة في البلاد بخير وعافية. واليوم وبعد حدود اكثر من 15 سنة يعين الاتحاد الايراني لكرة القدم مدرباً وطنياً بدلاً من الاجنبي الذي عقدت عليه الآمال كثيراً ولكن ليس من جدوى لا على الصعيد القاري ولا على الصعيد الدولي.
فالآمال الان معقودة على ما سيفعله المدرب «امير قلعه نوئي» الملقب بالجنرال؟! وهل سيستطيع فعل ما لم يستطع فعله هو في عام 2007؟ وما لم يستطع فعله المدرب الاجنبي في البطولات الاسيوية التي تلتها؟!
فقلعه نوئي ذو الـ59 عاماً قاد المنتخب في عامي 2006 و2007، وبعد ان اخفق في التأهل لدور الاربعة في كأس الأمم الآسيوية 2007 تم اخراجه من المنتخب، حيث خسر أمام كوريا الجنوبية بضربات الجزاء في دور الثمانية من تلك البطولة.
واليوم يعود امير الى المنتخب بتجربة اكبر وخبرة أوسع وهو صاحب خمس بطولات مع فرق «استقلال طهران ثلاث مرات وسباهان اصفهان مرتين»، وفي سجله كلاعب فإن قلعه نوئي كان قد احرز هدفاً في مباراة ودية لايران عام 1996 أمام المنتخب الكويتي.
ويستعد المنتخب الايراني في هذه الفترة لملاقاة نظيره الروسي، ويعتبر الاخير احد الفرق القوية – قبل ان يتم اقصاؤه من البطولات بسبب الحرب مع اوكرانيا – التي تمتلك عناصر لعب جيدة وهم اصحاب ضيافة البطولة قبل الاخيرة لكـأس العالم والتي اظهروا فيها مستوى جيداً.
وهذا اختبار جيد في بداية مشوار المدرب الوطني قلعه نوئي لمعرفة وتحديد نقاط ضعف وقوة الفريق الذي سيستلمه في مهمة صعبة أوكلت اليه؛ ألا وهي الظهور الجيد في المستوى والنتيجة ببطولة كأس الأمم القادمة في قطر 2024، فهذا الشرط الاهم في العقد الذي ابرمه معه الاتحاد الايراني لكرة القدم لتمديد العقد الى تصفيات كأس العالم او حتى النهائيات القادمة في كل من «امريكا – المكسيك وكندا».
وسيواجه المنتخب الايراني نظيره وضيفه الروسي على ملعب ازادي في الثالث والعشرين من مارس الحالي، وحسبما قال رئيس الاتحاد الايراني لكرة القدم مهدي تاج فإن هناك كادراً اجنبياً سيضاف الى الكادر التدريبي الايراني.
هذا وطالب العديد من اللاعبين الايرانيين القدامى الاتحاد الايراني وكل المسؤولين الايرانيين بالاضافة الى وسائل الاعلام تقديم الدعم الكامل الى المدرب الوطني الجديد حاله حال المدرب الاجنبي.
ونحن من مكاننا هذا نطالب الجميع ان يقفوا خلف منتخبهم الذي يمثل الوطن في سبيل تحقيق غاية اكبر واغلى الا وهي تحقيق كأس امم آسيا ورفع علم البلاد عالياً.