عمران خان، متحدّثاً عن المؤامرة التي حيكت ضده:
باكستان استولت عليها «مجموعة من المجرمين»
الوفاق/ وکالات
تحدّث رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، عن الواقع الباكستاني حالياً، وما تعانيه البلاد، بالإضافة إلى المؤامرة التي حيكَت ضده، ومطالبة السفراء الأوروبيين له بإدانة العملية العسكرية الروسية، وغيرها من النقاط المهمة، والمتعلقة بالوجود الأميركي والقضية الفلسطينية.
وأوضح عمران خان في حوار له مع قناة الميادين أنّه يعيش أوقاتاً مثيرةً للاهتمام في باكستان، إذ تمرّ البلاد في خضمّ مرحلة تحوّلٍ كبير، مشيراً إلى أنّه يعي أنّ لبنان يواجه أوضاعاً عصيبة حالياً، أكثر من تلك التي تمرّ فيها بلاده، لكنّ باكستان حالياً، بالنظر إلى تاريخها على مدى 75 عاماً من الاستقلال، تمرّ في أصعب الأوقات.
وأكد أنّ البلاد استولت عليها «مجموعة من المجرمين»، فأداء اقتصاد باكستان كان الأفضل منذ 17 عاماً، من حيث معدّلات النمو، والأرقام القياسيّة للصادرات والإنتاج الزراعي، وبالنسبة إلى الضرائب والنموّ الصناعي. وكانت صادرات تكنولوجيا المعلومات تتحسّن، «لذلك، تمت إطاحة حكومتنا، نتيجة مؤامرة”.
المؤامرة على عمران خان
وتابع عمران خان حديثه عمّا تعرّض له، قائلاً إنّ «المؤامرة حاكها قائد سابق للجيش ( في إشارة إلى الجنرال قمر جاويد باجوا)، بعد أن اتّحد مع عائلتين من الفاسدين، كانتا تحكمان باكستان مدة 30 عاماً قبل أن أصل إلى الحكم. لذلك، أراد هذا القائد أن يعيدهما إلى سدّة الحكم”.
وذكر خان أنّ كلّ أطراف مؤامرة إخراجه من السلطة مرتعبون من الانتخابات المقبلة، بسبب إدراكهم أنّ حزبه «سيكتسح الانتخابات»، لافتاً إلى أنّه بين 37 دورة انتخابات فرعيّة، فاز الحزب بـ 30 دورة منها. وأرجع خوف هذه الجهات من نتائج الانتخابات إلى أنه أحد أسباب محاولاتها استبعاده أو سجنه، أو حتّى قتله، واصفاً إياها بالمافيا.
إبعاد خان عن المشهد
وأكّد خان أنّه يواجه 77 دعوى قضائية بشأن السبب نفسه، مُذكِّراً باستمرار رفع دعاوى جديدة ضده، وآخرها تهمة التجديف وزرع الفتنة والإرهاب، مؤكداً أنّ المغزى هو إبعاده عن المشهد.
وأوضح خان أنّه كان يتوقّع أن يُحاول أحدهم اغتياله، وأنّه أعلن، قبل شهرين تقريباً، في تجمّعين عامّين، الجهات التي حاولت اغتياله، وهما العائلتان، أو «عصابتا المافيا»، ومعهما الجنرال فيصل، أحد رجال وكالة الاستخبارات الباكستانيّة، وكان سمّاه بالاسم عندما نجا من محاولة الاغتيال.
عمليّات قتل خارج نطاق القضاء
كذلك، أشار خان إلى أنّ رئيس الوزراء ووزير الداخلية متورّطان في عمليّات قتل خارج نطاق القضاء، وانضمّ إليهما الضابط الاستخباري فيصل، لافتاً أنّ هؤلاء الثلاثة هم المسؤولون عن محاولة الاغتيال.
أما سبب التركيز على حظر كلامه، فكان بسبب خوف هذه الجهات من عودته عبر الشعب، كون البلاد على أبواب انتخابات مقبلة، على بُعد 60 يوماً تقريباً.
بعد بداية الحرب في أوكرانيا، طلب سفراء الاتحاد الأوروبي إلى خان إدانة العملية العسكرية الروسية علناً، و»هو أمر غير مسبوق، ومخالفٌ للمعايير الدبلوماسية»، كما يصفه، قائلاً: «طرحتُ عليهم سؤالاً واحداً: لماذا لم تطلبوا إلى الهند إدانة روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا؟ لأنّ الهند شريكة وحليفة للولايات المتّحدة”.
وأضاف: «كيف يجرؤون على التدخّل في سياستي الداخليّة؟، أعتقدُ أنّ العلاقات الدولية تتعلّق بمصلحة 220 مليون شخص في باكستان. لقد تفاوضنا مع روسيا، تماماً كما فعلت الهند، من أجل الحصول على نفط بأسعار منخفضة، نتيجة ارتفاع سعر النفط العالمي، تفادياً لأن تعاني بلداننا التضخم، الأمر الذي يؤدّي إلى الفقر”.
انتقائية المعايير الأخلاقيّة
ولفت خان إلى انتقائية المعايير الأخلاقيّة بالنسبة إلى السفراء الأوروبيين، والولايات المتّحدة، وخصوصاً عندما يتعلّق الأمر بمصلحتهم، متابعاً «أنّهم لا يَدينون ما يحدث في فلسطين أو في كشمير، فـ»إسرائيل» حليفتهم، وكذلك الهند، ويريدون منّا أن نتّخذ مواقف. هذه ازدواجيّة في المعايير”.
وأكّد خان أنّ قضيّتَي كشمير وفلسطين «هما حسرة في قلب الأمّة الإسلامية، فيما تقاسيانه من آلام وفظائع”.
وأكّد أنّه، بالنسبة إلى كشمير، فإنّ «الحل العمليّ الوحيد هو منحها الاستقلال الذاتي، تماشياً مع رغبات شعبها”.
ورأى خان أن «إسرائيل تحتّل وتقمع كما الهند، وتفعل الشيء نفسه مع الفلسطينيين»، مؤكداً أنّه «عليها («إسرائيل») منحهم حقوقهم، عاجلاً أو آجلاً، وإلّا فلن تُحَلّ المشكلة”.
وذكَر عمران خان، بشأن رفضه القاطع إنشاء قاعدة عسكرية أميركيّة في باكستان، أنه «رفض ذلك تماماً، لأنّ باكستان انضمّت إلى حرب الولايات المتّحدة على الإرهاب، بحيثُ قُتل 80 ألف باكستاني، وخسر الاقتصاد أكثر من 100 مليار دولار، وواجهنا أكثر من 400 هجوم عبر طائرات من دون طيّار، شنّتها الولايات المتّحدة. لقد دفع الشعب الباكستاني ثمناً باهظاً نتيجة علاقة التبعية بأميركا”.