الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائة وثمانية وتسعون - ١١ مارس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائة وثمانية وتسعون - ١١ مارس ٢٠٢٣ - الصفحة ۸

التحليل الإخباري

الإدارة الأمريكيّة تُريد أن تدفع بحُلفائها إلى محرقةِ الحُروب

عبدالباري عطوان
كاتب ومحلل سياسي
تخرج الإدارة الأمريكيّة من أزمةٍ لتقع في أُخرى أعمق منها وأخطر، ولكنّ الأهم من هذا وذاك أن مِصداقيّتها كدولةٍ عُظمى تنحدر إلى الحضيض، وبشَكلٍ مُتسارع هذه الأيّام، ونحن لا نتحدّث هُنا عن مِنطقتنا أيّ الشّرق الأوسط، وإنّما عن جبهاتٍ مُتعدّدةٍ، ابتِداءً من شرق آسيا، وانتهاءً بأوروبا الوُسطَى، وتحديدًا بالجِوار الأوكراني.
هُناك تطوّران على درجةٍ كبيرةٍ من الأهميّة يحتلّان العناوين الرئيسيّة في أجهزة الإعلام الغربيّة والشرقيّة، ويُؤكّدان الخُلاصة التي أشرنا إليها في الفقرة السّابقة:
الأوّل: حالة الحرب الضّخمة المُتصاعدة حاليًّا داخِل أستراليا، ومُلخّصها خُروج جون ليندر الدّبلوماسي الأسترالي المُخضرم إلى وسائل الإعلام، واتّهام الولايات المتحدة بخلق الأزَمات في تايوان، والهمالايا، وبحر الصين وتصعيدها، من أجلِ جرّ الصين إلى مِصيَدةِ حربٍ استراتيجيّة، وتوريط أستراليا في خوضِ هذه الحرب على غِرار استِخدامها لأوكرانيا كطُعمٍ لاستِفزاز روسيا وجرّها لإرسال القوّات إليها.
الثاني: تسريب الإدارة الأمريكيّة تقريرًا إلى صحيفة "نيويورك تايمز" المُقرّبة من أجهزة الاستِخبارات ينسف تحقيقًا استقصائيًّا أجراهُ الصّحافي سيمون هيرش يُؤكّد أن غوّاصين من الأسطول البحري الأمريكي هُم الذين زرعوا المُتفجّرات تحت أنابيب غاز "نورد ستريم" الروسي الألماني.
الإدارة الأمريكيّة تُريد أن تدفع بحُلفائها إلى محرقةِ الحُروب، وتبقى هي، وشعبها في الخلف، تدّعي البراءة من أيّ عملٍ إرهابيّ هُنا وهُناك، وتضع المسؤوليّة على كاهِل حُلفائها أو أتباعها، فكُلّ ما يهمّها هو تحقيق مصالحها، وليذهب الجميع إلى الجحيم، تمامًا مثلما فعلت في أفغانستان، والحرب العِراقيّة- الإيرانيّة، والحرب الحاليّة في سورية وقبلها في العِراق، والدّورُ قادمٌ على مِصر والأردن.
أمريكا استخدمت، وتستخدم، حِلف النّاتو كذراعها المُقاتل الدّاعم للحرب الأوكرانيّة المِصيَدة، وها هي تُؤسّس حِلف مُوازٍ في جنوب شرق آسيا، طابعه إنكلو سكسوني عُنصري (أوكوس) بضم أستراليا وبريطانيا إلى جانبها، والأنباء الواردة من شمال أستراليا تُؤكّد أنه تحوّل إلى قاعدةٍ عسكريّة أمريكيّة، ومنصّة انطِلاق لأيّ حربٍ شِبه مُؤكّدة ضدّ الصين في الأسابيع أو الشّهور المُقبلة حيث تتصاعد حدّة التوتّر بشَكلٍ مُتسارعٍ هذه الأيّام.
التّصعيد الأمريكي ضدّ الصين مُتشعّبُ الأسباب، وخاصّةً التفوّق الاقتصادي المُتسارع لها، واتّساع دائرة نُفوذها عالميًّا، وعملها بصمتٍ لإقامة نظامٍ ماليٍّ عالميٍّ جديد على أنقاض الدّولار، وبنائها أكبر قوّة بحريّة في العالم، واستِعدادها المكتوم لتزويد روسيا بالأسلحة والذّخائر والذّكاء الاصطناعي، ولكن ما دفع الغضب الأمريكي يعوم على السّطح في الأيّام الأخيرة هو رفض شي جين بينغ زعيم الصين مُمارسة ضُغوط جديّة على حليفه الروسي الرئيس بوتين لوقف الحرب الأوكرانيّة.
فأمريكا هي الدّاعم الأكبر للإرهاب في العالم، وأقدمت على تفجير خط أنابيب "نورد ستريم" لخلق أزمة بين ألمانيا وروسيا، ومنع وصول الغاز الروسي إلى أوروبا، وحتّى لا يظهر وجهها البَشِع على حقيقته رفضت أيّ تحقيق أُممي حِيادي عِلمي حول هذا التّفجير خشيّة أن يتوصّل إلى حقائقٍ تكشف الدّور الأمريكي الخبيث.

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي