السفير اليمني بطهران في حوار خاص مع الوفاق:
ايران الدولة الوحيدة التي وقفت الى جانب اليمن
قوة المفاوض اليمني في الانجازات التي حققتها القوات المسلحة
الوفاق/ خاص
سجاد اسلاميان - مختار حداد
تشهد اليمن استمرار الحصار وخروقات من جانب العدوان السعودي-الامريكي بالرغم من الهدنة الموجودة، ويبدو أن قوى العدوان ترجح حالة اللاسلام واللاحرب بهدف الاستمرار بالضغط والعدوان بأشكال مختلفة على الشعب اليمني الذي أثبت بأنه صامد ولن يستسلم أمام هذه المحاولات.
كما أن الجيش واللجان الشعبية في اليمن أثبتت خلال الاعوام الاخيرة بأنها من خلال الاعتماد على الذات استطاعت أن تقف بقوة أمام قوى العدوان والدمار وخلقت موازنة رعب بوجه الغزاة.
وخلال هذه الأشهر نرى استمرار المساعي من أجل حل الأزمة في اليمن خاصة بوساطة عمانية، والتطورات في اليمن تؤكد أن حل الأزمة في اليمن يجب أن تكون يمنية-يمنية دون تدخل قوى العدوان الذي تريد أن تهيمن على اليمن الصامد.
لبحث هذه التطورات التقت صحيفة الوفاق بسفير الجمهورية اليمنية الاستاذ ابراهيم الديلمي وفيما يلي نص الحوار:
حول الهدنة في اليمن ومواصلتها، كيف الاوضاع حالياً؟ هل الحكومة اليمنية تريد مواصلة الهدنة بالرغم من وجود خروقات على لأرض ؟
نحن الآن في زمن هدنة مؤقتة وهشّة انتهت منذ ما يقارب من اربعة اشهر ولم يتم تجديدها حتى الآن، ولكن الذي حصل الآن هو ان هذه الهدنة وحتى منذ اليوم الاول لم يتم احترامها وان قوى العدوان، السعودية – الاميركية لاتزال تواصل خروقاتها بمختلف الجبهات، هذا هو الوضع القائم حالياً، انّ الهدنة مؤقتة وهدنة هشّة ولم يتم تجديدها وهنا تتحمل الامم المتحدة مسؤلية التفرج على استمرار هذه الحالة من اللا سلم واللا حرب والتي يراد تكريسها من خلال هذه الحالة غير السوية.
بخصوص فتح مطار صنعاء و ميناء الحديدة، ماهي آخر التطورات؟
کما تعلمون فان الهدنة نصت على فتح مطار صنعاء لرحلتين، وفي الفترة الاولى التي تم فيها اعلان الهدنة ولكن مع الاسف الشديد فانه لا يتم الايفاء الّا برحلة واحدة الى الاردن وتم تعطيل و ايقاف الرحلة الثانية التي كان من المقرر ان تذهب باتجاه القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية، وكذلك من المؤسف، ان دول العدوان وفي ظل تواطؤ واضح من قبل الأمم المتحدة ساهمت و بشكل كبير في التراضي عن هذا السلوك العدواني من جهة عدم الايفاء بما تم الاتفاق عليه في هذه الهدنة التي تمت برعاية الأمم المتحدة ومبعوثها الدولي هانس غروندبرغ ،أما بالنسبة لميناء الحديدة كما تعلمون فان اتفاق الهدنة المؤقتة نص على دخول عدد معين من سفن الشركات النفطية الى ميناء الحديدة بدون أن يتعرض لها أحدا، ولكن ما شاهدناه خلال فترة الهدنة، خلال الاشهر الماضية، ان هناك المزيد من العراقيل اتخذتها دول العدوان وبتواطؤ مع الاسف الشديد من قبل الامم المتحدة والتي ساهمت من خلال آلية اليونيفل لتفتيش السفن داخل ميناء الحديدة وخلق تأخيرات متعمدة لدخول الكثير من السفن، مما ادى الى تحميل التجار والمستوردين مبالغ اضافية يتحملها في النهاية المواطن اليمني من قوته.
هل الوسيط الأممي محايد؟
كلا..
أو يجب اعتباره بانه يقف الى جانب دول العدوان؟
منذ يوم الاول وطبعاً منذ القرار الدولي لعام 2016 ، الذي صنفت الحالة اليمنية على غير ما هي عليه وإعتبرها تأتي ضمن نزاع داخلي ولم يصنفها على انها ذات طابع اقليمي ودولي، بسبب وجود دول أجنبية تعتدي على الشعب اليمني وعلى السيادة اليمنية وتنتهك حق اليمنيين الطبيعي في وجود دولة. ادى هذا الامر الى اقتصار عمل هؤلاء المبعوثون على هذا الاطار وفي هذا الفلك، كما يختلف تعاطي المبعوث او الوسيط مع الملف عن الآخر نتيجة السمات الشخصية التي يتمتع بها كل وسيط او مبعوث .
نحن نعتقد ان أداء كل المبعوثين والوسطاء الدوليين الذين تم تعيينهم من قبل الأمم المتحدة سواءً كمبعوثين او ممثلين للأمين العام او كلجنة انبثقت عن اتفاق السويد التي تسمى بلجنة اتفاق الحديدة، غير نزيه ويتسم بالانتهازية مع الاسف الشديد ولجوء الكثير منهم الى عدم التعاطي الدبلوماسي القانوني المسؤول الذي تحكمه القوانين الدولية وانما هناك مصالح، على سبيل المثال، فان المبعوث السابق، وكان اسمه مارتن غريفيت، كشفت وسائل الاعلام البريطانية بان هذا الشخص يشتتغل ضمن احدى الشركات المرتبطة بالمخابرات البريطانية وهذا تقرير موثق نشر في كبرى وسائل الاعلام البريطانية ونحن كنا نتحدث بأن مثل هذا الاداء الذي كان يقوم به في تلك الفترة مارتين غريفيت، هو اداء مشبوه ومرتبط بأجندات استخباراتية تحديداً وليست حتى اجندات سياسية او قانونية. وايضا نشاهد اليوم قيام المبعوث الدولي الحالي هانس غروندبرغ في هذه الفترة بتوجيه الشكر المتكرر للسعودية بأسلوب فج، على ماذا يشكرها؟ وهي طرف من اطراف هذا العدوان، يشكرها على تنظيم المساعدات للشعب اليمني!! ويريد أن يبيض صفحة السعودية ويحولها الى وسيط بل ومشرف على ادارة الملف التفاوضي والانساني والسياسي في اليمن.
بخصوص الأراضي اليمنية، كم تبلغ مساحة الأراضي الواقعة تحت سيطرة حكومة الانقاذ وتلك الواقعة تحت سيطرة قوى العدوان؟
نحن نعتقد ان هناك جزءاً كبيراً من اليمن خاضعاً اليوم الى قوى الاحتلال وتديره بصورة او بأخرى تحت غطاء مجموعة من المرتزقة الذين لا يمثلون اليمن و نحن نعتقد ان هذه مسؤوليتنا الكبرى في تحريرها وضرورة اخراج كل القوى الاجنبية، وهي احدى أهم المباحث التي يتم بحثها مع قوى العدوان وعبر الأمم المتحدة بضرورة اخلاء الاراضي اليمنية من أي تواجد أجنبي سواء كان سعودي او غيره، لأن هناك كما تعلمون تواجد لبعض القوات الأمريكية والبريطانية والاماراتية والسودانية وربما الصهيونية. هذا يحتم على ان يكون هذا من ضمن أهم المباحث للتفاوض على الوضع في اليمن وضرورة خروج القوات الاجنبية وهذا ما تم طرحه خلال المباحثات الأخيرة والمفاوضات التي تحصل هنا وهناك.
نحن نرى انجازات القوة الصاروخية في اليمن في مواجهة العدوان، هل هي في طور التطور؟
الحمد الله رب العالمين نحن نعتقد ان كل قطاعات القوات المسلحة اليمنية ومن ضمنها القوة الصاروخية التي قامت خلال فترة العدوان بدور بارز وكبير، هي في تطوير مستمر وتفعيل نشط بكل امكانياتها وتوسيع لمدياتها ونطاقاتها بمايحفظ السيادة اليمنية، ولكون هذه الأسلحة الاستراتيجية اسلحة دفاعية تحفظ سيادة اليمن واستقلاله وحرمة أراضيه.القوات المسلحة اليمنية لم تدخر جُهداً او وسعاً في تعزيز قدراتها في مختلف المجالات بما فيها القوة الصاروخية.
ونحن نعتقد بل ونجزم انه لولا هذا الصمود اليمني ولو لا هذا التطوير المستمر للقطاعات العسكرية المختلفة وعلى رأسها القوة الصاروخية ما كان للسعودية ولقوى العدوان السعودي-الأمريكي على بلدنا ان ترضخ وتذهب باتجاه البحث عن وساطات من هنا وهناك، او ان تلجأ الى الأمم المتحدة للبحث عن هدنة ولو كانت مؤقتة او هشّة.
البعض يعتقد ان القوة الصاروخية في اليمن كانت قوة لليمن لايجاد الموازنة خلال العدوان، الآن في زمن الهدنة وزمن المفاوضات يحتاج اليمنيون الى وسيلة جديدة لإيجاد الموازنة في المجال السياسي، ما لدى اليمن من قوة لايجاد موازنة سياسية؟
نحن نقول دائماً ان المفاوضات السياسية والمباحثات التي تتم برعاية الأمم المتحدة او من خلال الوساطة العمانية او غيرها هي استثمار للانجازات العسكرية التي تم تحقيقها خلال الفترة الماضية.
قوة المفاوض اليمني هو في الاتكاء على هذه الانجازات التي حققتها القوات المسلحة اليمينية وأيضاً على صمود أبناء شعبنا الذي يراهن عليه ولازلنا في استمرار هذه المواجهة والمنازلة التاريخية مع هذا العدو البغيض. المفاوض يأخذ نصب عينيه اعتبارات متعددة منها، ان مسألة السيادة اليمنية لايمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال ومسألة ضرورة خروج القوات الأجنبية المتواجدة في الأراضي اليمنية مسألة غير خاضعة للنقاش اصلاً. ومسألة تعويض الاضرار وجبر الضرر الذي حصل خلال فترة العدوان يجب ان تدفعه قوى العدوان وتتحمله كاملاً غير منقوص.
هذه المبادئ الاساسية التي يضعها المفاوض نصب عينه ومصدر القوة يستند الى انجازات القوات المسلحة والى صمود الشعب اليمني وبالتالي فان المفاوض السياسي والقوى السياسية اليمنية من خلال تثبيتها هذه القواعد لاتستطيع ان تنحرف عنها واعتقد ان الإخوة في الوفد الوطني المفاوض يضعون هذه الامور نصب اعينهم ويأخذونها على محمل الجد. وليس هناك اي مجال للمناورة، لأنها عبارة عن الحقوق الدنيا من حقوق شعبنا وأعتقد ان هذا هو الوضع الطبيعي الذي يجب ان تصل الأمور اليه .
لاننسى أيضاً أنه خلال فترة الهدنة فان القوات المسلحة اليمنية وصلابة الموقف السياسي هي التي ادت الى تكريس معادلة جديدة تمثلت في ايقاف تهريب النفط اليمني وتصديره من قبل المرتزقة في الموانئ الخاضعة للاحتلال في المحافظات الجنوبية سواء في محافظة حضرموت او في محافظة شبوة، هذا انجاز كبير حققته القوات المسلحة والموقف السياسي الصلب اثناء فترة الهدنة المؤقتة وهو انجاز يبنى عليه ما بعده ان شاء الله.
نحن في الذكرى الثامنة لبدء العدوان السعودي-الامريكي على اليمن، نتذكر هذه الحرب التي بدأت في ظل الادارة الديموقراطية وهي ادارة اوباما واستمرت مع مجئ ترامب واستمرت في فترة بايدن، مالذي يعني ذلك؟ فمن الواضح بأن السياسات الامريكية كما هي و لن تتغير لصالح محور المقاومة ودول المنطقة او تتغير تجاه دول المنطقة ، ولكن هل برأيكم مازال الأمريكان يدفعون بالسعودية لاستمرار هذه الحرب والضغط على الشعب اليمني؟
في الحقيقة الان فأن الموقف الأمريكي والموقف البريطاني بدى ممتعضاً خلال الفترة الماضية من تثبيت هذه الهدنة ويحاول بشتى الطرق عودة الحرب الى ما كانت عليه في السابق، وان اختلفت الاولويات، ربما لدى الادارة الأمريكية والبريطانية في هذه الفترة اولويات مختلفة ولكن لانستطيع الحديث عن ان هناك خلافاً سعودياً امريكياً حول هذه النقطة وانما هو اختلاف في الاولويات فقط، ولكن واضح من خلال الخطوات الأمريكية انها غير مشجعة على الهدنة او الوصول الى سلام حقيقي، وانما تريد فقط كسر هذه الحالة القائمة حالياً في هذه الهدنة الموقتة.
السعودية لديها اولويات ربما تكون مغايرة ومختلفة عن الإدارة الأمريكية ولكن لايوجد هناك خلافاً حول التوجهات،كما تفضلتم في سؤالكم فان هذه الادارة الديموقراطية التي كانت في عهد اوباما هي التي بدأت العدوان على اليمن وأعلن العدوان في تلك الفترة في واشنطن على لسان عادل الجبير سفير السعودية السابق لدى واشنطن وكان هناك غطاء أمريكي واضح ومعلن من قبل الرئيس اوباما شخصياً، ثم جاء عهد سلفه ترامب واستمر هذا العدوان وجاء الرئيس الأمريكي الجديد بايدن بإدارة ديمواقراطية جديدة وأعلن أن من اولوياته انهاء العدوان على اليمن واتخذ ذلك شعاراً في حملته الانتخابية ولكن الذي نشاهده الان ما يقارب اكثر من سنة ونصف من ولاية بايدن هي استمرار هذه الحالة العدوانية واستمرار الدعم الأمريكي. انتم تلاحظون أنه على سبيل المثال وهذا ما يؤكد انه ليس هناك خلاف سعودي - أمريكي على مسألة العدوان على اليمن، أن احد النواب في الكونغرس الأمريكي طرح مشروع لإيقاف دعم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن تقريباً قبل شهر ونصف، ولكن اعترض الرئيس الأمريكي، وهدد ولوح باستخدام حق الفيتو من أجل ايقاف هذا المشروع الذي يراد تمريره في الكونغرس لإيقاف الدعم الأمريكي للعدوان السعودي على اليمن. هذه المواقف الأمريكية وأيضاً غيرها مثل التذكير بعملية الرد على الامارات خلال عدوانها على اليمن في الفترة الماضية والتأكيد الامريكي المستمر والذي جاء بدون مناسبة على وقوف الولايات المتحدة الأمريكية الى جانب الامارات وقوى العدوان في مواجهة الردود اليمنية على عدوانهم. هذه المواقف الأمريكية وأيضاً التصريحات المستمرة من قبل الادارة الامريكية سواء من خلال مندوبهم في مجلس الأمن او من خلال استمرار عرض القضية اليمنية بشكل شهري وسنوي واستمرار المواقف الامريكية المنحازة والمصطفة الى جانب دول العدوان بكل وضوح وهذه الحالة العدائية تؤكد ان أمريكا لازالت تنظر الى العدوان على اليمن على انه اولوية ومصلحة أمريكية في الاساس قبل ان يكون مصلحة سعودية او اماراتية او غيرها .
ماهو دور الصهاينة في هذا العدوان؟
منذ انطلاقة هذا العدوان ، احيلكم الى تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني في تلك الفترة "نتنياهو" قبل العدوان على اليمن بشهرين تقريبا ، حيث اعلن من ميناء ايلات على البحر الأحمر في خليج عقبة على ان "اسرائيل" تشعر بالقلق مما يدور في اليمن وخاصة تواجد من اسماهم بالحوثيين في تلك الفترة على السواحل اليمنية وباب المندب وهذا القلق الصهيوني تمت ترجمته في صورة هذا العدوان الذي نشهده. المشاركة الصهيونية في هذا العدوان وإن لم تكن معلنة الّا انها فنياً واضحة تماماً وخاصة للعسكريين وأيضاً المواقف الصهيونية والبيانات الداعمة للعدوان السعودي-الأمريكي على اليمن معلنة منذ اليوم الأول.
لاننسى أيضاً دور الاستخبارات الصهيونية في تعزيز العمليات السعودية-الأمريكية على بلدنا ومجاهرة الاعلام الصهيوني بالحديث عن هذه المسألة، تصريحات القيادات الصهيونية واضحة في هذا المسار في اتجاه تأكيد الاصطفاف الى جانب قوى العدوان على بلدنا وشعبنا.
نحن نعتقد ان العدوان على اليمن في جزء كبير منه، جاء لتعزيز حالة التطبيع الذي تقوم به هذه الأنظمة العربية العميلة التي تعتدي على شعبنا وعلى رأسها النظام السعودي والاماراتي، الحرب والعدوان على اليمن هي منصة لتعزيز التحالفات العسكرية والأمنية والسياسية مع العدو الصهيوني ومحاولة ايصال مسار التطبيع الى آخر محطاته والحديث يبدو في مسألة المشاركة الصهيونية بشكل أو بآخر في العدوان على اليمن، ربما اعتقد ان قادم الايام سوف يكشف الكثير من الخبايا التي كانت مغيبة عن الرأي العام الاسلامي والعربي حول هذه المشاركة تحديداً، لكن نحن في اليمن نعلم علم اليقين وندرك حق الإدراك الدور الصهيوني في هذا العدوان على بلدنا وشعبنا حتى من خلال تعزيز الحصار في البحر الأحمر وتواجد القطع الحربية الصهيونية في خليج عدن وجزيرة سقطرى وفي باب المندب وغيره.
هل مازالت هناك عمليات تهريب للنفط اليمني؟
بفضل الله سبحانه وتعالى تمكنت القوات المسلحة اليمنية وعلى رأسها القوة الصاروخية من تكريس هذه المعادلة لمنع المرتزقة وقوى العدوان من تهريب النفط اليمني وبيعه للخارج بصورة يشوبها الكثير من العبث والفساد وعدم الخضوع للمساءلة وحرمان اليمنيين من عائدات النفط والغاز لصرف مرتباتهم واحتياجاتهم الاساسية، نحن نعتقد ان هذه المعادلة التي أرستها القوات المسلحة اليمنية لازالت قائمة وأدت مفاعيلها بشكل أكبر وفي ظل الحدود.
هل من الممكن الحديث عن اعادة الاعمار باليمن في ظل الهدنة ام لابد من الصبر حتى انتهاء المفاوضات ؟
نحن نعتقد ان التعويض، وليست اعادة الاعمار حق من حقوق شعبنا المترتبة على قوى العدوان، والذي يجب ان تدفعها كاملة غير منقوصة، وليست فضلاً او منّة من احد وانما هي استحقاقات يجب على دول العدوان ان تدفعها والحديث من محاولة التملص من هذا الالتزام القانوني ستواجه من قبل اليمنيين بكل حسم .
الحديث عن التعويضات او اعادة الاعمار اعتقد أنه ملف مستقل، نتطلع الى ان تكون هناك مفاوضات واضحة ومحددة حول ذلك . ان تحمل الضرر يقع على عاتق من اوقعه ويجب ان تكون عملية الاعمار بإدارة وطنية صرفة وليس تدخل بعض الشركات الاجنبية او بعض المنظمات الاممية المشهود لها بالفساد في ادارة مثل هذه العملية. وان هذا الامر يريد تفاوضاً مستقلاً وبحثاً مع قوى العدوان مباشرة وتشكل بعد ذلك ادارة وطنية للاشراف على عمليات التعويضات و إعادة الاعمار، هذه وجهة نظرنا في الفترة القادمة.
هل يوجد هناك علاقات اقتصادية بين ايران واليمن؟
نحن نسعى ونتطلع الى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية عبر حكومتي البلدين الشقيقين وهناك مجموعة من الاتفاقيات التي يجب ان توقع في اطار مباحثات بين مسؤولي البلدين في الشأن الاقتصادي وفي غيره.
واذا استمرت هذه الهدنة واذا وصلنا الى حالة وقف اطلاق نار دائم سيتعزز الجانب الاقتصادي في العلاقة بين البلدين ان شاءالله.
الجانب الايراني كما ابدى واعلن مستعد للدخول في هذه المسألة مع الجانب اليمني بكل وضوح، يقابله رغبة يمنية أيضاً في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الحكومة الايرانية.
في أي مجالات يمكن تعزيز العلاقات الاقتصادية بين ايران واليمن؟
أنتم كما تعلمون ان فترة العدوان والحصار ساهمت بشكل كبير في إعاقة مثل هذا التعاون الاقتصادي بين الحكومتين في البلدين ولكن في المستقبل ان شاءالله وكما قلت لك قبل قليل هناك مساحة حثيثة لتعزيز العلاقات الاقتصادية في مختلف المجالات، الاقتصادية والانسانية، وبناء مشاريع الطرقات والمستشفيات وتعزيز العلاقات الاقتصادية من خلال التجارة البينية وايجاد وسن قوانين واجراءات جمركية ومالية واقتصادية تساهم وتساعد البلدين الشقيقين على تجاوز بعض المعوقات القانونية لتعزيز التجارة البينية بين البلدين.
بخصوص الوضع الاقتصادي، ما هي آخر تطورات النشاط الاقتصادي خاصة بالنسبة لعمل الموانئ في اليمن؟
كما تعلم فان الهدنة نصت على اعادة تشغيل ميناء الحديدة بعدد محدد من السفن والعملية تمشي وتسري بشكل لابأس به، ولكن هناك الكثير من العراقيل التي تضعها قوى العدوان بين الحين والآخر وايضاً هناك اجراءات يقوم بها المرتزقة وتدعمها بريطانيا كما اعلن السفير البريطاني قبل شهر تقريباً عن ان الحكومة البريطانية تدعم الاجراءات التي يقوم بها مرتزقة العدوان في المحافظات الجنوبية من خلال رفع اسعار الاستيراد الجمركي على الموانئ التي تخضع لقوى العدوان. هذه الحالة العدائية تكرس وتساهم بشكل كبير اضافة الى الاجراءات التأخيرية المستمرة من قبل آلية الأمم المتحدة في ميناء جيبوتي وهي آلية اليونيفل، هذه الاجراءات المعقدة والمتعمدة في تأخير وصول البضائع اليمنية تساهم بشكل أو بآخر في عدم وصول ميناء الحديدة الى العمل بالشكل المطلوب وبطاقته الاستيعابية الطبيعية.
كيف هي علاقات اليمن مع سلطنة عمان، قطر و الأردن؟
كما تعلمون منذ اليوم الاول لانطلاقة هذا العدوان اعلنت سلطنة عمان وبكل وضوح بأنها ليست ضمن هذا التحالف الذي يعتدي على اليمن ونأت بنفسها عن هذا المسار، مما اتاح دوراً كبيراً لسلطنة عمان في رعاية مجموعة من عمليات الوساطة والتفاوض، وأيضاً الدخول على خط العمل الانساني، هذه الجهود المقدرة والمشكورة للسلطنة نحن نثمنها عالياً في اليمن ولدى أبناء شعبنا سواء في حكومة الانقاذ الوطني او على المستوى الشعبي، الجهود القيّمة للعمانيين خلال الفترة الماضية والتي لازالت مستمرة حتى اليوم، نحن نراها في تطور مستمر ومتزايد وهناك الاخوة العمانيين يبدون الحرص المستمر والدائم على نجاح جهودهم ووساطاتهم ويسعون بشكل جدي وجيد ، و بالنسبة للدول الأخرى التي حاولت ان تدخل على خط الأزمة في اليمن ، سواء كان القطريون او الاردنيون أوغيرهم ، لفم نلمس حقا ما نسميه بجهود واضحة ومحددة في هذا الجانب وان كنا نرحب بأي جهد لأي دولة او منظمة او أي طرف دولي او اقليمي من أجل انهاء هذا العدوان وتحقيق المتطلبات الشرعية للشعب اليمني.
على صعيد الاوضاع الاجتماعية والصحية، كيف هي اوضاع المجتمع اليمني؟
الاوضاع سيئة للغاية في ظل مسار هذه الهدنة، القطاع الصحي والاغاثي يعاني جداً، نتيجة تدمير الكثير من مرافقه المتعددة في مختلف المحافظات وأيضاً نتيجة الكم الهائل والكبير من الاحتياج الصحي والانساني والاغاثي في اليمن، اعتقد ان وزارة الصحة اليمنية في فترات سابقة كانت قد اطلقت نداءات استغاثة لتعزيز هذا الجانب ولكن مع الاسف الشديد لم يكن هناك تعاطي من قبل المجتمع الدولي ولا من قبل منظمات الأمم المتحدة المعنية بالموضوع الصحي والاغاثي والانساني على الوجه المطلوب.
هل هو نوع جديد من العدوان مما نسميه "حالة اللاسلم واللاحرب " في عدم السماح بدخول الادوية، او اعادة الاعمار ؟ او مرحلة جديدة من هذا العدوان خاصة عند مشاهدتنا استخدام الحرب المركبة ضد شعوب المنطقة كما نشهده تجاه ايران واليوم يستخدمونه بالنسبة لليمن ؟
العدوان مستمر ولم يتوقف والحالة العدائية القائمة حاليا لا نستطيع القول بانها انتهت. لأن قوى العدوان تبحث من هنا وهناك عن فرصة وإمكانية لتحقيق ماعجزت عنه بالآلة الحربية والعسكرية، ومن الواضح انه يراد لهذه الهدنة المؤقتة ان تستمر بهذا الشكل من أجل ايجاد مشاكل متعددة داخل المجتمع اليمني او في علاقاتنا مع غيرنا، وهو واضح تماماً بالنسبة لنا وبالتالي فان المفاوض اليمني يأخذ نصب عينه الامر هذا على محمل الجد ولا يريد لهذه الحالة ان تستمر بهذه الطريقة التي تؤدي الى تكريس حالة لا يمكن ان يقبلها هذا الشعب اليمني الذي واجه هذا العدوان. نحن نعتبر هذه الحالة القائمة هي وجه آخر للعدوان المستمر ضد أبناء بلدنا وشعبنا للعام الثامن على التوالي، الحرب لم تنته بعد وليس هناك هدنة او وقف دائم لاطلاق النار او دخول في العمليات السياسية. الذي يحدث حاليا هو هدنة مؤقتة لازالت هناك مباحثات حول شروط وصولها الى وقف اطلاق نار دائم . ولكن نحن هنا نتحدث عن أن قوى العدوان تحاول تحقيق انجازات من هنا او هناك وتأمل للوصول الى اهدافها، ولكن نحن نقول ان الشعب اليمني متيقظ لكم وقيادته السياسية واضحة في ضرورة وصول اليمنيين الى استحقاقاتهم وحقوقهم الطبيعية والشرعية والاخلاقية والقانونية.
هل هناك تعاون في الجانب الاجتماعي ، الصحي، الثقافي بين ايران و حكومة الانقاذ في اليمن؟
علاقاتنا السياسية والدبلوماسية مع الجمهورية الاسلامية قائمة وعلى مستوى عالي،كما لا ننسى ان الجمهورية الاسلامية هي الدولة الوحيدة التي وقفت الى جانب اليمن ونادت في المحافل الدولية ضرورة ايقاف هذا العدوان وعدم التدخل في الشأن اليمني من قبل أي طرف وأدانت الجمهورية الاسلامية منذ اليوم الاول هذا العدوان وأعلنت بكل وضوح انها تقف الى جانب الشعب اليمني اغاثياً وانسانياً وحقوقياً، هذه هي المواقف المبدئية للجمهورية الاسلامية والتي نثمنها تثميناً عالياً كيمنيين سواء على المستوى الشعبي او على المستوى الرسمي، لكن كما قلت لكم فترة العدوان والحصار اعادت الكثير من تعزيز الروابط والعلاقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها مع الجانب الايراني، لكن ان شاءالله نحن نتطلع بعد انتهاء هذا العدوان و استمرار حالة الهدنة الى تعزيز العلاقات مع الجمهورية الاسلامية في مختلف المجالات.
كلمة أخيرة..
اشكر الاعلام الايراني الصديق الذي وقف الى جانب المظلومين في اليمن وواكبهم سواء في فترة العدوان او في فترة الهدنة المؤقتة. كان الاعلام الايراني بحق نصيراً للشعب اليمني،كما أتوجه في كلمتي الأخيرة بالشكر الى المسؤولين الايرانيين الذين كانت مواقفهم تجاه العدوان على بلدنا وشعبنا واضحة ويؤكدون على ضرورة ترك اليمنيين وشأنهم ليحلوا مشاكلهم بانفسهم، وضرورة عدم التدخل الخارجي وضرورة تعويض اليمنيين بسبب ما احدثه هذا العدوان بحق بلدهم وشعبهم. ونؤكد مجدداً على اننا في اليمن لن نألو جهداً في الوصول بالعلاقات مع الجمهورية الاسلامية الى اعلى المستويات، وفي نفس الوقت ان قوى العدوان التي فشلت في تحقيق آمالها وتطلعاتها في إخضاع هذا الشعب لن تحصل على مرادها أبداً.