فيما تهرب الإستثمارات العالمية من التعامل مع الإحتلال..
إعتراف صهيوني.. حلم حركةالمقاطعة يتحقق
أكد كاتب إسرائيلي، أن هدف حركة المقاطعة العالمية لـ"إسرائيل"، المعروفة بالـ"BDS"، بدأ يتحقق، وذلك عقب خروج استثمارات كبيرة من البلاد، خاصة مع تصاعد انتهاكات ومجازر جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وقال الكاتب الصهيوني جدعون ليفي في مقال بصحيفة "هآرتس" بعنوان "حلم حركة المقاطعة يتحقق": "حلم حركة المقاطعة بدأ يتحقق بسرعة".
وذكر أن مدير استثمارات رئيسيا في دار استثمار كشف له، هذا الأسبوع، أن "وتيرة إخراج الأموال إلى الخارج من مكتبه وصلت إلى 10 ملايين شيكل (دولار=3.6 شيكل تقريبا) في اليوم، وهذا الرقم في تصاعد".
ونبه الكاتب إلى أن "ما يحدث الآن هو بالضبط ما أرادت حركة المقاطعة العالمية تحقيقه، وما يحدث ربما يثبت أن BDS كانت محقة؛ فقط عن طريق الأموال يمكن تغيير سياسة إسرائيل؛ اضربوا جيبها".
ولفت ليفي إلى أن "شهرا ونصفا من عمليات التشريع الأولى فعلت ذلك (قرارات الحكومة المتطرفة الجديدة)، وهذا ما أراد كل من يؤيد مقاطعة إسرائيل رؤية حدوثه؛ إخراج الاستثمارات من إسرائيل، مقاطعة السوق الإسرائيلية، وفي النهاية معارضة دولية تصل لدرجة فرض العقوبات".
وضع داخلي متدهور
وبين أن "الجميع حتى الآن عرف أنه من دون خطوات فعلية، فإن الاحتلال لن ينتهي في أي يوم، ومن دون أن يدفع الإسرائيليون ثمنه وثمن جرائمه، جماعات وأفرادا، فلن يكون هناك أي محفز لوضع نهاية له، وحتى في الأسابيع الأخيرة كان يبدو أن هذا لن يحدث، لكنه الآن يحدث، ومن الغريب أن إضعاف جهاز القضاء الذي كان عنصريا بطبيعته، هو الذي أيقظ العالم من سباته وجزءا من الإسرائيليين من راحتهم".
وأشار الكاتب إلى أن "الأمر الوحيد الواضح الذي يمكنه وقف التسريع في سن القوانين، هو الضرر الاقتصادي"، مضيفا: "الإسرائيليون الذين يخرجون أموالهم والدوليون الذين لا يستثمرون هنا، سيغيرون قواعد اللعب، المظاهرات مهما كانت صاخبة ستتلاشى بسرعة، وستذهب على نمط أي احتجاج، وأيضا الاعتصامات والرسائل ستتآكل، فقط الأضرار الاقتصادية ستتراكم، هذه الأضرار هي فقط التي يمكنها وقف هذا الانجراف".
عندما ستدفع «إسرائيل» ثمن أخطاء زعمائها
وتابع: "هكذا كان الأمر في جنوب أفريقيا، عندما قال رؤساء القطاع التجاري للحكومة إنه لا يمكنهم الاستمرار، وهكذا سيكون هنا عند الإضرار بجهاز القضاء، فقط عن طريق الأموال".
وحذر ليفي من أن "العاصفة يمكن أن تلتهم المزيد من الأوراق في الطريق، عندما ستدفع إسرائيل ثمن أخطاء زعمائها، ربما سيكون لديهم الوقت للتفكير أيضا في الغباء الأكبر من بين كل الغباء، وهو التفكير في دولة الأبرتهايد التي يعيشون فيها، والتي يدفعون مقابلها دماء، عندها فقط سيبزغ الفجر".
أمريكا لا تنصت لصوت العقل
على صعيد آخر، رفضت المحكمة العليا لمقاطعة كولومبيا الأمريكية، دعوى قضائية رفعها أكاديميون مؤيدون لـ "إسرائيل" بحق أكاديميين ينتمون لـ " جمعية الدراسات الأمريكية / ASA" أعلنوا في وقت سابق انضمامهم لحركة المقاطعة الأكاديمية والثقافية للكيان الإسرائيلي.
وكان أكاديميون صهاينة، قد رفعوا الدعوة أمام المحكمة منذ العام 2013، بعد قرار "ASA" وهي منظمة علمية كبرى في الولايات المتحدة، إعلانها الانضمام إلى نهج مقاطعة المؤسسات الأكاديمية الصهيونية.
ونقل موقع " Middle East Eye" المتخصص بشؤون الشرق الأوسط، عن الأكاديمي الأمريكي من أصل فلسطيني وعضو جمعية الدراسات الأمريكية ستيفن سلايطة، ترحيبه بقرار محكمة كولومبيا برفض الدعوى، باعتبارها مضيعة للوقت.
ردع الجماعات المؤيدة لاسرائيل
وقال سلايطة وهو أحد المدرجين في موضوع الدعوى:" "يسعدني أن أتحرر أخيرًا من هذا العبء وآمل أن يردع الحكم الجماعات المؤيدة لإسرائيل، دون أي وسيلة لكسب نقاش يتجاوز المضايقة والتشهير ".
وكانت جمعية الدراسات الأمريكية، قد صوتت لصالح المقاطعة الأكاديمية للكيان الصهيوني في العام 2013، ما دفع الأكاديميون المحسوبون على " اللوبي الصهيوني" لرفع الدعوى واستمرار التعديل عليها حتى العام 2018 لتشمل المزيد من المصوتين لصالح قرار المقاطعة.
وكانت الدعوى الأصلية قد رفضت أكثر من مرّة، ليستأنف الأكاديميون الموالون للاحتلال، سلسلة رفع الدعاوى وآخرها في العام 2019، ليأتي قرار المحكمة بالرفض النهائي بتاريخ 3 آذار/ مارس الجاري، بموجب قانون معمول به في الولايات المتحدة ويهدف إلى " ردع الدعاوى القضائية الاستراتيجية ضد المشاركة العامة، والتي تستخدم لمعاقبة أو منع التعبير عن وجهات النظر المعارضة".
وجاء في قرار المحكمة، أنّ ذلك يتعلق بـ "قدرة العلماء الأجانب على العمل في القضايا ذات الصلة بأمان وحرية ودون خوف من الاضطهاد ".
الجدير بالذكر، أنّ أكثر من 800 مركز أبحاث في 55 دولة، يقاطعون كيان الاحتلال الصهيوني أكاديمياً، استجابة لنداءات حركة المقاطعة " BDS" والتي تشكل إحدى الأدوات النضالية السلمية الفاعلة للشعب الفلسطيني ضد كيان الاحتلال الاستعماري والفصل العنصري الصهيوني في فلسطين.