أين مكتب رعایة مصالح إسرائيل في النجف ؟!
الوفاق/ خاص
حامد دهقاني /
معهد مرصاد للدراسات الاستراتیجیه
«في اليوم الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست ... نتعهد بألا ننسى أبدًا ستة ملايين رجل وامرأة وطفل يهودي قُتلوا على يد الإرهابيين النازيين والمتواطئين معهم. نتعهد ألا ننسى أبدًا ملايين الأرواح التي فقدت خلال تلك المحرقة وأن نستمر في محاربة حملات معاداة اليهود وإنكار وتشويه الهولوكوست»
ولعل هذه هي المرة الأولى التي نسمع فيها مثل هذه الكلمات من مؤسسة مقرها النجف الأشرف، وهي مؤسسة علمية وشيعية تعمل تحت اسم «المجلس الإسلامي العالمي
لعلماء الدين».
والأكثر إثارة للدهشة أنه بعد يوم واحد من نشر البيان أعلاه، يوم السبت الموافق 28 كانون الثاني / يناير 2023، نشر هذا المجلس أيضًا بيانًا يدين عملية الاستشهاد في القدس المحتلة: « الندوة العالمية للأئمة (Global Imams Council) يدين بشدة ما سماه، الاعتداء الإرهابي الفلسطيني الذي أودى بحياة سبعة يهود على الأقل خارج كنيس يهودي في القدس. وقع الهجوم الإرهابي الشنيع الذي شنه الإسلاميون يوم السبت وفي اليوم العالمي لإحياء ذكرى الهولوكوست واستهدف إخواننا اليهود الأبرياء بمن فيهم أطفالهم. علاوة على ذلك، ندين الاحتفالات التي جرت في جميع أنحاء الأرض المقدسة وخارجها. ويعتبر المجلس أن مرتكب هذه الجريمة، إرهابيا وليس شهيدا. نتضامن مع إخوتنا وأخواتنا اليهود ونواصل الدعاء من أجل ضحايا هذا الهجوم الإرهابي وعائلاتهم.»
والسؤال هنا: من أصدر مثل هذه التصريحات غير المسبوقة لدعم الصهاينة من النجف الأشرف، وهل لهذا المجلس الديني المجهول أي علاقة بالمجتمع العراقي ومکاتب المراجع الشيعية؟
تكرار الرواية الإماراتية الصهيونية للتطبيع
بحسب الدلائل، فقد تأسس «المجلس الإسلامي العالمي لعلماء الدين» في السنوات الأخيرة وفي ذروة حركات سياسية لمشروع تطبيع الدول الإسلامية مع الكيان الصهيوني. وتعود أول رسالة نشرها هذا المجلس في حسابه الوحيد على تويتر باللغة الإنجليزية إلى 24 أبريل 2020، وکانت بمناسبة شهر رمضان المبارك، أعاد نشر الأدعية اليومية لهذا الشهر. كما تم شراء نطاق الموقع الإعلامي للبرلمان (imams.org) في نفس اليوم. لكن في التقرير الذي نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الصهيونية (!) في 17 سبتمبر 2020 عن تقديم هذا المجلس، أعلنت عن تأسيسه في عام 2018.
وتدعي هذه المنظمة الدينية أن رسالتها هي السعي لتحقيق "السلام" و "التعايش السلمي والتسامح والاحترام المتبادل وخلق الروابط بين جميع الجماعات الدينية" وتؤكد على مواجهة "الأيديولوجيات المتطرفة" و "الإسلام المتطرف والإسلاموية". هذه شعارات مألوفة استخدمها منظمو مشروع التطبيع في السنوات الأخيرة.
المجلس الإسلامي العالمي لعلماء الدين لديه «لجنة مشتركة بين الأديان» تضم ممثلين عن الأديان الإسلامية وغير الإسلامية الرئيسية، من اليهود والمسيحيين إلى البوذيين والصابئة المندائيين. وما يلفت الانتباه لهذه اللجنة المكونة من 13 شخصًا هو وجود شخصيات لها علاقات وثيقة جدًا مع الصهاينة، مثل آفي بينلولو (Avi Benlolo)، مؤسس ورئيس مبادرة إبراهام للسلام العالمي (ومقرها كندا) وخبير يهودي بارز حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة حيفا وتم تكريمه عدة مرات من قبل رجال الدول الغربية لإنجازاته البارزة في دعم التوعية بالهولوكوست ومحاربة معاداة اليهود. هناك عضو آخر في لجنة الحوار بين الأديان هو إيلي عبادي (Elie Abadie)، الحاخام الصهيوني الذي انتقل من القدس المحتلة إلى دبي في نوفمبر 2020 بعد توقيع اتفاق إبراهيم للتطبيع ليصبح الحاخام الأكبر لدولة الإمارات العربية المتحدة. كما يمكن رؤية اسم هيسن هيسيني (Hysen Hyseni)، رئيس الرابطة اليهودية «بت إسرائيل كوسوفو» وتوماس شيرماخر (Thomas Schirrmacher)، أسقف المسيحية الإنجيلية في هذه اللجنة وكلاهما لهما علاقات وثيقة مع الصهاينة وكان کلاهما من نشطاء الدعاية للدفاع عن الهولوكوست ومحاربة معاداة اليهود في مختلف المؤسسات والمجتمعات الدينية والعلمية.
وتم الإعلان بوضوح عن دعم الصهاينة في بيانات وتقارير وأنشطة مجلس علماء الدين؛ مثل إعادة نشر تقرير "المسلمون واليهود: خلق رابطة صداقة وثيقة" من قبل اللوبي الصهيوني في أمريكا، كتبها الحاخام مارك شناير، وکتابة "يجب أن يتعلم الشرق الأوسط من الهولوكوست" بقلم علي النعيمي الإماراتي في قاعدة معلومات المجلس. كما أعلن المجلس في بيان أنه في 26 أكتوبر / تشرين الأول 2020، كأول هيئة علمية، وبالتعاون مع مكتب المبعوث الخاص للولايات المتحدة لرصد ومكافحة معاداة اليهود، وافق على تعريف تحالف (IHRA) لمعاداة اليهود. إن الإتحاد الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) هي منظمة حكومية دولية تأسست في عام 1998 وتوحد الحكومات والمهنيين لتقوية وتطوير وتعزيز التعليم والبحوث حول الهولوكوست.
التطبيع الديني وسرطان مجالس العلماء
إذا رأيت مجلسًا مكونًا من علماء ونخب مسلمين لم يكن موجودًا منذ أكثر من بضع سنوات ويكرر شعارات السلام والتعايش السلمي ومحاربة التطرف من خلال إتخاذ منهج بين الأديان، فيجب أن يكون هناك شك كبير في أنه كذلك جزء من مشروع التطبيع الاماراتي الامريكي والصهيوني. لأن المنخرطين في مشروع التطبيع استخدموا "الدبلوماسية الدينية" كأداة لإضفاء صبغة إسلامية على التسوية مع النظام الصهيوني، وطوال سنوات حاولوا أن يقدموا مشروع التطبيع للمسلمين بإثارة خطاب "السلام والتسوية" بغطاء "الوحدة الإبراهيمي" الجذاب وفي العصر الذي كان تنظيم «داعش» المتطرف يستعرض نفسه.
إن الإماراتيين الذين كانوا من قبل ولا يزالون الآن هم المستثمرين الرئيسيين في مشروع التطبيع، حاولوا اتباع نفس النمط في البلدان التي أعطي لهم فيها برنامج التطبيع، ومن خلال إنشاء «مجالس العلماء»، رفعوا صوت مؤيد للصهيونية من بين علماء مسلمين وإن كان هذا الصوت رقيقًا کاذباً وآمراً. الإماراتيون الذين سبق لهم تذوق حلاوة إنشاء «مجلس حكماء المسلمين» (برئاسة أحمد الطيب شيخ الأزهر عام 2014) و "«منتدی تعزیز السلم» (برئاسة عبد الله بن بيه عام 2014) تمكنوا بسهولة من تحويل أموالهم النقدية إلى أموالهم الدينية واستمروا في إنشاء مجالس العلماء مثل السرطان.
أسس الإماراتيون «المجلس العالمي للتسامح و السلام (GCTP)» برئاسة أحمد الجروان في عام 2017 و «المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة (TWMCC)» برئاسة علي النعيمي في عام 2018 في بلدهم. لكنهم لم يتوقفوا عند هذا الحد وأنشأوا مجالس مماثلة في دول أخرى ليخدم كل منهم في مشروع التطبيع.
ومن الأمثلة على ذلك «المجلس العالمي للسلام» برئاسة "الشيخ قاسم بدر" وهو درزي من مدينة خرفش في الجليل في فلسطين المحتلة. أنشأ هذا المجلس صفحته على فيسبوك في سبتمبر 2020 ، وعقد أول مؤتمر سلام في دبي في أغسطس 2021، بموافقة وثناء العديد من الشخصيات الإماراتية. قاسم بدر، الذي لم يكن شخصية معروفة من قبل، يتم ترقيته في دوائر التطبيع ووسائل الإعلام، لدرجة أنه في ديسمبر 2021، استقبله البابا فرنسيس شخصيًا في مكتبه بالفاتيكان.
كان لدى الإماراتيين في ألبانيا طريقة أسهل، ومن خلال الاستثمار في مجلس بين الأديان، فإنهم يوجهونها بما يتماشى مع سياساتهم. «مركز البسان للتعاون بين الأديان (IRCCE) » الذي تأسس عام 2006 ويجمع قادة من الإسلام، البكتاشي، الكاثوليكية، الأرثوذكسية والإنجيلية. منذ عام 2017، عيّن هذا المركز مسلمًا كرئيس له، وله علاقات وثيقة جدًا مع الإماراتيين؛ «أربين رامكيج»، الذي عينه الإماراتيون رئيسًا لقسم البلقان في GCTP وعضوًا في TWMCC، وهو حاليًا رئيس هذا التجمع بين الأديان في ألبانيا. في الفترة الجديدة، أصبح هذا المجلس مكانًا لحضور الإماراتيين، إلى حد منح درجة الدكتوراه الفخرية للإماراتي أحمد الجروان، رئيس GCTP وفي السنوات الأخيرة، نشر هذا المركز عشرات الرسائل التذكارية لهولوکوست وأدان العملية الاستشهادية للفلسطينيين في آذار 2022 في بني براك باعتبارها عملية إرهابية. وتم تكريم أعضاء هذا المركز لحضور حفل رئيس الفاتيكان منذ وقت ليس ببعيد.
ليس هنا مجال لرؤية كيف يحاول الإماراتيون وغيرهم من أصحاب المصلحة الرئيسيين في مشروع التطبيع إظهار عملية التطبيع بين ممثلي القادة المسلمين من خلال إنشاء عشرات المراكز والمجالس الدينية. لكن لإظهار النمو السرطاني لهذه المراكز الفارغة والسخيفة، نلقي نظرة فاحصة على مجلس علماء الدين في النجف الأشرف وتوابعه:
أولاً، لم يخف مجلس علماء الدين اعتماده علی الإماراتيين وعلاقته بهم وأشاد بهم مرات عديدة في إعلامه؛ کما التهنئة باليوم الوطني الـ 51 لدولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر الماضي أو تسمية الشيخ زايد بن سلطان مثال السلام والتسامح کأول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة.
هذا الإطراء الفاضح هو لأن أعضاء مجلس علماء الدين يعرفون جيدًا أنهم لا يملكون شيئًا ولا رأس مال، باستثناء لقب فاخر وآسر وبالطبع الدولار الإماراتي. الدولارات التي يمكنها بسهولة إعادة إنتاج عشرات الأمثلة مثل هذا المجلس بين عشية وضحاها؛ فاضل البديري الذي سنتحدث عنه لاحقًا، هو أحد الأعضاء الأساسيين في مجلس علماء الدين، وهو أيضًا جالس على كرسي مجلس آخر بعنوان «المجلس الإسلامي للفتوة والإرشاد» ، أو "سيد مدثر نظر شاه"، وهو أحد الأعضاء الرئيسيين في كلا المجلسين، أنشأ "المجلس الصوفي" في باكستان وجعل فاضل البديري أحد أعضاء طاولته الدينية.
وهذه التبادلات هي قصة مستمرة وإذا تم إعداد قائمة بها سنواجه شبكة من «مجالس العلماء» التي ظهرت في السنوات الأخيرة وهي في الغالب العناوين الوحيدة المستخدمة لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وهم لا يمثلون مجموعة من علماء الدين بأي شكل من الأشكال. وفيما يلي سنتعرف على ما يسمى بمجلس علماء الدين، الذي يبدو أنه صوت علماء يعمل في دعم الصهاينة، إنما هو ليس سوى بعض طلاب منتسبين لمدرسة معينة في بغداد.
مکتب السيد الشيرازي؛ الفاعل الرئيسي للتطبيع الديني في العراق
يتألف اعضاء الهيئة الرئيسية في مجلس علماء الدين من عدة شخصيات دينية شيعية وسنية. صالح سيبويه، الرئيس الحالي للمجلس، هو الممثل الأكثر نشاطا للسيد صادق الشيرازي على الساحة الدولية، وقام نيابة عنه بالعديد من الرحلات الدولية واللقاءات بين الأديان التي ركزت على السلام والتعايش السلمي. وهو أيضاً بالنيابة عن مكتب السيد الشيرازي کان مؤسس ومدير المراكز الإسلامية في كندا وكوبا وسويسرا. من بين رحلاته الأخيرة التي تمت في منصب رئيس مجلس علماء الدين، كانت رحلته في نوفمبر وديسمبر 2022 إلى مقدونيا الشمالية وكوسوفو وجورجيا، التي انعكست أيضًا في وسائل الإعلام الرسمية التابعة لمكتب السيد الشيرازي كـ «ممثل المرجعية».
نائب رئيس مجلس علماء الدين، «محمد التوحيدي»، من أصل عراقي، ولد في إيران ويقيم في أستراليا. توحيدي كان أحد طلاب السيد صادق الشيرازي، وأثارت مقابلته مع قناة «من و تو» مؤخرًا جدلاً في وسائل الإعلام الفارسية، ويطلق على نفسه لقب «إمام السلام». فإنه يدعم نسخة ليبرالية ومدنية من الإسلام من خلال انتقاده «الإسلاموية» وقد تسببت مواقفه في كثير من الأحيان في غضب وانتقاد المسلمين. على الرغم من أن توحيدي لا يزال على ما يبدو على علاقة وثيقة مع الشيرازيين، ووفقًا لنفسه، فقد كان طالبًا ومقلدًا للسيد صادق الشيرازي وعمل لفترة في إحدى القنوات التلفزيونية للشيرازيين، لكنه أصبح الآن سيئ السمعة لدرجة أنه حتى إعلام الشيرازيين صاروا يراقبوه ولم ينشروا صورته. على سبيل المثال، على الرغم من نشر العشرات من الأخبار ومقاطع الفيديو في وسائل الإعلام الرسمية للشيرازيين حول رحلات سيبويه الأخيرة إلى مقدونيا وكوسوفو وجورجيا، لكنه لا توجد أي علامة على التوحيدي معه.
«محمد باقر البديري»، رئيس المجلس السابق، ينتمي أيضًا إلى مکتب السيد الشيرازي. والده، أحمد البديري، هو أحد الممثلين البارزين للسيد صادق الشيرازي ويدير جزءًا من شبكة الشيرازي في بغداد، بما في ذلك مسجد سيدي شباب أهل الجنة وحوزة السيدة الزهراء، الذي أسسه عبد الزهرة البديري والد أحمد والمقرب من السيد صادق، وحاليا أحمد البديري هو مديره. كما يبدو أن البديريين وظفوا عددًا كبيرًا من أعضاء شبكة الشيرازي تحت إدارتهم في مجلس علماء الدين. ومن بين الثلاثين «إماما» الذين شكلوا أعضاء «اللجنة العليا» و «اللجنة الاستشارية» لهذا المجلس، هناك عدد كبير منهم كأعضاء في شبكة البديريين. لكن علاقات البديريين الوثيقة مع الشيرازيين وتعاونهم في مشروع مجلس علماء الدين لا تنتهي هنا. حيث يعتبر «فاضل البديري»، وهو رجل دين غير مشهور أطلق على نفسه اسم مرجعاً بعد وفاة الراحل آية الله السيد محمد سعيد الحكيم، أحد أعمدة هذا المجلس. فاضل البديري، الذي تربطه علاقات وثيقة مع حكام الدول العربية في الخليج الفارسي، بعيد فكريا عن حركة الشيرازيين، بل إنه أيد الأفكار السلفية في مقابلة مع قناة الوهابية التليفزيونية "وصال" ومع ذلك، وافق الشيرازيون على التعاون معه في مشروع سياسي. وبعد أن نشر فاضل البديري على صفحته على فيسبوك صورة لقاءه مع محامي السيد صادق الشيرازي، صالح سيبويه في ديسمبر الماضي، ذهب إلى المملكة العربية السعودية في يناير 2023 على رأس وفد من مجلس علماء الدين يرافقه محمد التوحيدي والتقى محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي والركيزة الأساسية للسعوديين للتطبيع الديني مع الكيان الصهيوني.
لذلك، اتضح أن الرئيس السابق والحالي ونائب رئيس مجلس علماء الدين ينتمون جميعًا إلى مكتب السيد الشيرازي، وقائمة أعضاء اللجان العليا والاستشارية على موقع المجلس مليئة في الغالب بأسماء وصور تلاميذ مدرسة معينة تابعة للشيرازيين وهي تقع في مدينة الصدر ببغداد (مدرسة السيدة الزهراء).
وعلی هذا الأساس إذا أطلق هذا المجلس الفارغ والسخيف على مكتبه عنوان "شارع المدينة، النجف الأشرف"، فهذا ليس أكثر من إساءة استخدام اسم من الحوزة العلمية في النجف الأشرف، على وجه الخصوص، على ما يبدو، يتم إدارة الموقع الإلكتروني والتويتر لهذا المجلس بشكل أساسي من خارج العراق؛ لأن أنشطة المجلس يتم تحديثها في الغالب باللغة الإنجليزية، والجزء العربي کان ضعيف جداً ولم يتم تحديثه لفترة طويلة. لدرجة أن "محمد باقر البديري" مازال يقدمه رئيس المجلس، وطبعا المدير الناطق بالإنجليزية أخطأ في ترجمة اسمه وكتب "محمد بكير" كما عنده أخطاء في حالات أخرى.
السؤال المهم الذي يطرحه اعتماد مجلس علماء الدين على مكتب السيد الشيرازي هو كيف أن التيار الذي يمثل القراءة الأكثر راديكالية لـ «التشيع البرائية» والذي كان يُعرف سابقًا بالمعارضين المخلصين لـ "التقريب بين المذاهب" قد استثمر في مثل هذا المشروع يسمي أهل السنة والمسيحيين واليهود بأنهم «أبناء إبراهيم» ويتحدث عن السلام والتعايش السلمي ويرحب بالإيزيديين والهندوس والبوذيين بأذرع مفتوحة ويدعم التطبيع مع النظام الصهيوني؟
ونأمل بفضل الله تعالی، في ملاحظة أخرى في المستقبل، أن نعيد قراءة وتحليل هذا التحول في خطاب الشيرازيين من «الشيعة المرکزة علی الهوية» إلى «الشيعية المرکزة علی الأيديولوجي»، ومن «الإسلام البرائية» إلى "الإسلام المدني" ومن «ياسر الحبيب» إلی «محمد التوحيدى».
مصادر هذه المقالة محفوظة في مكتب الصحيفة