المعارضة التركية تختار منافس أردوغان
الوفاق/وكالات- أعلن ائتلاف المعارضة التركية (الطاولة السداسية) الخميس، التوصل إلى توافق على مرشح مشترك للانتخابات الرئاسية المقبلة. جاء ذلك في بيان صادر عقب انتهاء اجتماع زعماء الأحزاب الستة الذي جرى في مقر حزب السعادة بالعاصمة أنقرة.
وأوضح البيان أن إعلان اسم المرشح المشترك سيكون في السادس من مارس/ آذار الجاري.
وجاء في نص البيان: «»بصفتنا قادة الأحزاب السياسية التي يتكون منها تحالف الأمة، توصلنا إلى تفاهم حول مرشحنا الرئاسي المشترك وخارطة طريق العملية الانتقالية».
وأردف البيان: «سنجتمع مرة أخرى بضيافة حزب السعادة، لإعلان البيان الختامي للرأي العام في 6 مارس 2023، بعد أن يقوم القادة بإبلاغ مجالس أحزابهم بما تم تناوله في اجتماع الخميس». وكانت كارثة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 35 ألف شخص في تركيا وسورية أدّت إلى تأجيل اجتماع كان مقرّراً في هذا الصدد، كما ألقت بظلال من الشك على موعد الانتخابات في مايو/ أيار.
تأجيل الإنتخابات
وفي هذا الإطار، تروّج مصادر حزب «العدالة والتنمية» الحاكم والمعارضة بكثافة أنّ أردوغان سيؤجّل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو/ أيار، في أعقاب أسوأ كارثة شهدتها تركيا في العصر الحديث.
ويقول الأستاذ المساعد في العلوم السياسية في جامعة «سابانجي» في إسطنبول بيرك إيسن: «هذا سيغيّر الأمور، ليس فقط بالنسبة إلى الحكومة، ولكن بالنسبة إلى المعارضة أيضاً”. كما يرى الخبراء أنّ الزلزال وأيّ تأخير في التصويت يمكن أن يكونا من العوامل التي تغيّر المشهد السياسي، والتي قد تتمثّل في فرص ومخاطر جديدة.
وبالتالي، بات لدى معارضي أردوغان مزيد من الوقت للتوصّل إلى إجماع بعد تأجيل اجتماع الإثنين إلى موعد غير محدّد، في ظلّ عدم تمكّنهم من الاتفاق على مرشّح منذ أكثر من عام.
ويرى المحلّلون أن عليهم استغلال الوقت بحكمة، في محاولة للاستفادة من الغضب العام في ضوء النطاق الهائل للدمار، من دون أن يبدو ذلك سعيا لتحقيق مكاسب سياسية من المأساة.
وفي هذا الإطار، يقول المستشار في المخاطر السياسية أنتوني سكينر إنّ «الأحداث المرعبة منحت المعارضة السياسية ذخيرة جديدة ضدّ الحكومة - ذخيرة مدفوعة بالغضب الشعبي والنقمة”. لم ينطق أردوغان بكلمة واحدة عن الانتخابات منذ الزلزال، ولكنّه يظهر على شاشات التلفزيون مرارا في اليوم، وهو يواسي الناجين ويعزّي الأمة.
في هذا السياق، فأن ديناميكيتان سياسيتان تجريان في الوقت عينه: من طرف، تسعى الجبهتان، الحاكمة والمعارضة، الحصول على الأصوات الكردية في الانتخابات القادمة، التي قد تحدد مستقبل تركيا لنصف قرنٍ قادم، حسبما يرى المراقبون. ومن طرف آخر، ترفض كلاهما خوض أية مفاوضات سياسية مع الحزب «الكردي»، أو حتى التعهد بالاستجابة لبعض المطالب القومية الكردية مستقبلاً، في حال الفوز في هذه الانتخابات.