الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائة وثلاثة وتسعون - ٠٢ مارس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائة وثلاثة وتسعون - ٠٢ مارس ٢٠٢٣ - الصفحة ۸

قمة العقبة الأمنية .. إستحقاق مرحلي أم رؤية إستراتيجية

الوفاق/ خاص
د. اسلام محمود شهوان

مما لا شك فيه أنّ الفعل الفلسطيني المقاوم قد أربك حسابات الكيان الصهيوني. بل أربكه سياسياً وامنياً وعسكرياً. فالضربات الموجعة التي تلقاها الاحتلال جعلته يتخبط في ادارة الصراع. اللافت للنظر ولكل المتابعين سواء على المستوى الاقليمي او الدولي وحتى المحلي أنّ مسار المقاومة الفلسطينية في مناطق الضفة في تصاعد واضح ولقد اصبح مسارا ملهما للشباب الثائر واصبح فكر ومنهج ثوري تحرري شعبي. يصعب السيطرة عليه او القضاء عليه. لذلك عمل كيان الاحتلال على عدة نقاط استراتيجية للتعامل مع واقع الضفة المحتلة اهمها:
1- قتل ووأد أي حالة ثورية مقاومة في مناطق الضفة حتي لا يصبح هذا نموذجا ثوريا فيتحول عبئا على كيان الاحتلال.
2- عدم السماح بتشكيل او ظهور أي حالة عسكرية والعمل على تفكيكها. 3- الضفة العمق والخزان الاستراتيجي للمقاومة الحقيقية للاحتلال لذلك حاول الكيان الغاصب توتير البعد الاجتماعي بين عائلات الضفة ونشر الفتنة بينهم. واغراق الشباب بالمخدرات. وافساح المجال للشباب للعمل داخل الكيان واغراقهم بالمال لالهاءهم عن العمل المقاوم.
4- تثبيت اركان التنسيق الامني مع أجهزة السلطة الامنية الفلسطينية للقيام بواجبها حماية للمستوطنين وقمع أي حراك فلسطيني مقاوم قد يعجز الاحتلال عن التعامل معه.
تطوّر الفعل المقاوم: في هذا السياق تطور الفعل المقاوم في الضفة المحتلة وعجز الاحتلال عن مجابهته وفشل رؤيته الاستراتيجية في التعامل معه في الضفة والقدس وبدأت حالة من التخبط وصعود اصوات صهيونية لمواجهة المقاومة عبر عمل ميداني امني منفردا عن التنسيق الامني مع اجهزة امن السلطة.
– من خلال الاقتحام لمدن فلسطينية ذات ثقل شعبي كنابلس وجنين ورام الله وفرض حصار عليها وممارسة البطش باهلها دون التنسيق المسبق مع اجهزة عباس.
– ممارسة سياسة الاغتيالات والاعتقالات في صفوف الشباب الفلسطيني ما أساء وجهة تلك الاجهزة.
– تخطي دور الاجهزة من خلال عدم الاعتماد على غرف العمليات المشتركة وزيادة مجموعات المستعربين والعملاء وغيرهم والاعتماد على وسائل تقنية.
الفعل الصهيوني اوجد حالة من التراخي الامني من قبل اجهزة السلطة وذلك لشعورها بحالة من التهميش من قبل جيش الاحتلال. وفي ظل هذه الاجواء ودخول عامل الحرب الروسية الاوكرانية وتأثراته على الحالة الفلسطينية ودخول الادارة الأمريكية لتهدئة الشرق الاوسط ولاتمام مشاريع تصفية القضية الفلسطينية من خلال مشروع التطبيع. وكذلك محاصرة المشروع الايراني النووي السلمي وتشكيل جبهة عربية صهيونية باشراف أمريكي للتفكير في ضرب ايران او زيادة حصارها واستنزاف مواردها. وحتى لا تنشغل أمريكا عن حرب روسيا والصين فرضت الادارة الأمريكية مشروعا أمنيا يعيد الحياة لمشروع دايتون القديم من خلال خطة أمريكية أمنية تعمل على تصفية المقاومة خاصة في شمال الضفة الغربية وتحديدا محاربة ومحاصرة كتيبة جنين وعرين الاسود وغيرها من تشكيلات عسكرية تتشكل في الضفة الغربية. وعملت الادارة الأمريكية على فرض رؤيتها على الاحتلال الصهيوني وعلى السلطة وحاولت في هذا السياق ان تعطي لهذا الجهد بعدا اقليميا من خلال ادواتها في المنطقة فعملت على مشاركة النظام المصري والاردني كأحد المؤثرين في الاقليم وتاثيرهما المباشر على السلطة.
عدم الثقة بالسلطة
وكذلك عدم ثقة الادارة الأمريكية بقدرات السلطة في مواجهة الحالة الثورية المقاومة. فكانت قمة العقبة الامنية وهي امتداد لائتلاف النقب الامني والذي يهدف بلاشك الى مواجهة حالة المقاومة الفلسطينية في الضفة والعمل على مجابهة كتيبة جنين وعرين الاسود بنابلس لما لهذا التشكيل المقاوم من تأثيرات على الحاضنة الشعبية في مناطق الضفة الامر الذي يزيد العبء على الاحتلال وعلى وجود السلطة.
البعد الأمني للعقبة
لذلك في قمة العقبة تم طرح ومناقشة البعد الامني والاستراتيجي لمحاربة المقاومة في فلسطين وتشكيل جبهة صد ضد ايران وبرنامجها النووي من خلال:
1- تشكيل جبهة شرق اوسطية تشارك فيها الانظمة العربية ضد المشروع الايراني النووي والعمل على مساعدة السلطة لاحتواء حالة المقاومة.
2- العمل على طرح اليات إضعاف غزة ومقاومتها او ايجاد مشاريع تصفية لمقاومة غزة.
3- زيادة الدعم المالي للسلطة سواء عربياً او أمريكياً او من قبل الاحتلال بالافراج عن الاموال وغيرها من المقاصة الضريبية لصالح السلطة.
4- العمل على تقوية الاجهزة الامنية في الضفة تحديدا المخابرات والامن الوقائي من خلال التدريب والتسليح وزيادة العناصر.
5- العمل على تشكيل قوة أمنية فلسطينية خاصة منتقاة باشراف تنسيقي امني اقليمي لتدريبها وتسليحها لتكون الجبهة الاولى في مواجهة العمل المقاوم في الضفة لتخفيف وطأة دخول واجتياح الجيش الصهيوني لمناطق السلطة وعدم اضعاف هيبة الاجهزة الامنية الفلسطينية.
ويرى كاتب السطور ان هذا الحراك الامني الاقليمي بقيادة أمريكا سيفشل كما فشلت قبله عشرات اللقاءات الامنية منذ العام 2003 وحتى الآن ولم ولن تنجح في قتل او محاصرة الروح الثورية التي انطلقت في مناطق الضفة الغربية خاصة وان هذا الجيل الذي راهنت عليه الخطط الأمريكية والاحتلال لجعله جيلا منفصلا عن قضيته ووطنه. فكان من يقود تلك المرحلة ويقاوم الاحتلال ويقتل ويصيب جنوده. هم هؤلاء الشباب الذين لم يعاصر الانتفاضة الاولى ولا الثانية. لكنهم شاهدوا جرائم الاحتلال فكانت كفيلة بأن تستفزهم وتثيرهم نحو مقاومة المحتل دفاعا عن وطنهم واهاليهم وقدسهم.

 

البحث
الأرشيف التاريخي