وتبادل لطرد الدبلوماسيين بين طهران وبرلين..

الغرب يستعر غضباً من قطع أذرعه في ايران!

 

الوفاق/ خاص
محمد أبو الجدايل
لا تكاد تتّخذ الجمهورية الإسلامية الإيرانية أي خطوة من شأنها صون أمن البلاد في الداخل إلاّ ويستعر الغرب غضباً من تلك الخطوة او القرار المُتّخذ، "حنقٌ" تجلّى بوضوح في الفتنة الأخيرة التي إستهدفت البلاد والتي حاولت تمزيق نسيجها الإجتماعي المُحكم والمُستقرّ، والتي واجهت فشلاً ذريعاً في ظلّ يقظة الشعب وتأهب قوى الأمن في وأد جميع تلك المحاولات، فمن ضبط عناصر إرهابية الى محاولات التخريب وإثارة الذعر بين المواطنين حتى الدعايات المُفبركة والتحريضية المُغرضة تكشّف الوجه القبيح للمعادين للثورة الإسلامية لا سيما ذراعا الغرب القذرتين (زمرة المنافقين، وجماعة بهلوي دعاة الملكية).
خير دليل على الغضب الغربي من قطع أذرعه داخل ايران، هو حنق ألمانيا من إصدار حكم الإعدام على المواطن الألماني من أصول إيرانية (مزدوج الجنسية) زعيم تنظيم دعاة الملكية في ايران "جمشيد شارمهد"، والذي سارعت برلين على إثره منذ حوالي ثمانية أيام، لإتخاذ قرار طائش بعيد عن الدبلوماسية مُقرّرة طرد دبلوماسيين إيرانيين اثنين من أراضيها، وهو ما دفع الخارجية الإيرانية لإعلانها طرد دبلوماسيين ألمانيين كعناصر غير مرغوب فيهم بسبب التدخلات الألمانية في شؤون إيران الداخلية والقضائية.
إدعاء برلين
في 22 فبراير الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن اثنين من موظفي السفارة الإيرانية شخصين غير مرغوب فيهما، وطالبتهما بمغادرة البلاد احتجاجا على حكم الإعدام المذكور سالفاً بحقّ الإرهابي شارمهد. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك: إن برلين استدعت أيضا القائم بالأعمال الإيراني لنفس الموضوع، زاعمةً أنه "تم إبلاغه بأننا لا نقبل التعدي السافر على حقوق مواطن ألماني". وتابعت: "نطالب إيران بإلغاء حكم الإعدام بحق، جمشيد شارمهد، وتمكينه من استئناف منصف وفقا للقانون" على حدّ زعمه.
مُحاكمة عادلة
ولكن على مايبدو أن "بيربوك" تناست إمّا عمداً وإمّا على إثر الإنفعال الطائش الذي لم نعهد ألمانيا عليه ولم نعتد أن يكون لهذا البلد أي دور تدخلي والذي بات "يتعاظم في الآونة الأخيرة" كالذي نشهده مؤخراً في شؤون الدول الأخرى، أن قرار إعدام "شارمهد" جاء بشكل قانوني وبعد عدّة جلسات أمام محكمة بطهران في فبراير 2022، حيث اتُهم بالمشاركة في تنفيذ هجوم إرهابي على مسجد في شيراز (جنوب) أسفر عن إستشهاد 14 شخصا في نيسان 2008.
برلين غاضبة لإعدام مُجرم
كما أُدين هذا الإرهابي وبالدليل والوثائق بتهمة إقامة اتصالات مع "عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية" الأميركية علاوة على "الاتصال بعملاء الموساد الصهيوني".
فالجرائم التي إرتكبها هذا الإرهابي (زعيم تنظيم مُريدو الملكية) في ايران لاتعدّ ولا تُحصى، والخطر الذي سببه للأمن القومي الإيراني كان كبير جداً ولهذا إرتأى القضاء ضرورة في إعدامه عسى أن يكون عبرة لمن يعتبر.
وكانت قد كثّفت التيارات المعادية للجمهورية الإسلامية الإيرانية تحركاتها المُغرضة خلال الأشهر الأخيرة، وذلك بدعم غربي غير محدود لتكثيف الضغوط على ايران بما يخدم مصالح الكيان الصهيوني في المنطقة، نظراً لأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية التهديد الأكبر للصهاينة في المنطقة.
ولكن زعيم تنظيم تندر الارهابي (شارمهد) ليس سوى غيض من فيض مما ترتكبه جماعة بهلوي الداعية للملكية المتمثلة بشخص رضا بهلوي ابن الشاه المقبور، والذي باتت الدول الغربية أكبر حاضنة لنشاطاته مؤخراً وتأجيجها ضد ايران، وهو ما تكشّف بإستضافة بهلوي في عدّة برلمانات أوروبية على رأسها إستضافته في اجتماع البرلمان الأوروبي، واجتماع البرلمان البلجيكي وعلاوة على استضافته من قبل لندن واجراء عدّة حوارات معه من قبل الإعلام البريطاني، وهو ما يُظهر محاولات الغرب المستميتة لتأجيج الوضع ضد ايران، والذي يكشف أيضاً عن ضرورة محاسبة كل من يكون على صلة بهذا التيار العدائي والمزعزع للأمن في ايران.
محاولات تسييسية مُغرضة
وعلاوة على النشاطات الإرهابية على الأرض والتي لاقت فشلاً ذريعاً، صبّت أذرع الغرب الإرهابية المتمّثلة بكل من زمرة المنافقين وطالبي الملكية في ايران جهودها في الجانب النفسي والدعائي لا سيما تحت غطاء الدعم الغربي، حيث تكثّفت الضغوطات على الجمهورية الاسلامية في المنابر والمنظمات الدولية، والتي جاءت تحت غطاء أمريكي وكان آخرها إخراج الجمهورية الاسلامية الايرانية من هيئة حقوق المرأة التابعة للأمم المتحدة وذلك بتدبير أمريكي صهيوني، والذي جاء بعد فشل مشروع الفتنة في ايران، وأعقبته عدّة محاولات مُغرضة تسييسية ضد ايران في المنظمات الدولية، وتمثّل آخرها في الإجتماع الـ 52 لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المُتحدة، وذلك عندما حاولت تلك الجماعات المعادية لإيران تعكير صفو كلمة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان خلال الإجتماع، وذلك بهدف حجب الرواية الإيرانية عن حقيقة ما جرى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال الأحداث الأخيرة الى الرأي العام العالمي، إلاّ أن كلمة عبداللهيان كانت بمثابة صفعة قوّية لكل من يدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان في هذا المجلس.
تدخلات الحكومة الألمانية
وعن معركة طرد الدبلوماسيين بين ايران وألمانيا، أعلن الناطق باسم الوزارة ناصر كنعاني، طرد دبلوماسيين ألمانيين كعناصر غير مرغوب فيهم إثر تدخلات الحكومة الألمانية غير المسؤولة في الشؤون الداخلية والقضائية لجمهورية إيران الإسلامية.
وشدّد كنعاني على استدعاء السفير الألماني من قبل المدير العام لأوروبا الغربية بوزارة الخارجية وإعلان القرار، مضيفا: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستتخذ إجراءات حاسمة ضد التجاوزات.
وأشار كنعاني إلى أن أولوية الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي دائما الحفاظ على التفاعل في جو من الاحترام، ولكن إذا أرادت بعض الأطراف تجاهل المبادئ والسيادة الوطنية لبلدنا، فإن تحديد خيارات بديلة أمر لا مفر منه.

البحث
الأرشيف التاريخي