على أعتاب إقامة المهرجان الدولي لأفلامها في الخليج الفارسي
سينما المقاومة.. حركة بحثية وخطابية
موناسادات خواسته
أعلنت منظمة سينما الثورة الإسلامية والدفاع المقدس في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، عن إقامة مهرجان أفلام المقاومة الدولي في نسخته الـ17 تحت عنوان "خطاب المقاومة والحركة العالمية للمظلومين وتحرير القدس الشريف"، بمشاركة سينمائيين من ايران ومختلف دول العالم، وبعد أيام قليلة ونحن على أعتاب إقامة هذا المهرجان.
يعد مهرجان أفلام المقاومة الدولي تجسيداً ملموساً لحدث تمكنت السينما الإيرانية من ترسيخه في قلبها ، ومن خلال توسيع فئاتها لتشمل الإحداثيات الدولية للسينما، فقد جذبت العديد من المصورين السينمائيين الدوليين.
بعد أيام قليلة سيبدأ مهرجان أفلام المقاومة الدولي السابع عشر، باستقبال 300 من رواد السينما من 40 دولة.
كان لسينما المقاومة العديد من الإنتاجات في السنوات الأخيرة. إن الإنتاجات التي استطاعت، وفق النظام العالمي الجديد، وهو تجسيد واضح له في منطقة الشرق الأوسط، أن تظهر شكلاً وثائقياً لهذه الأحداث وتأثيراتها على المستوى الدولي، وتصور الوصف الصحيح للمواقف الملتهبة. وقد اهتم هذا المهرجان بالإتجاهات التي يمكن أن تصور المؤثرات الصحيحة في مجال السينما ومفهوم المقاومة وبالطبع انتشار هذه الثقافة على المستوى الدولي.
النقطة الأولى لهذا المهرجان هي تجنب إلقاء نظرة سينمائية بحتة على أعماله، ومن جهة أخرى يعد مهرجان المقاومة من أفضل الأمثلة على المهرجانات الحالية في بلادنا، والتي لا تزال تركز على الموضوعات التي يمكن أن تثري هذا الحدث ولا تبقيه بمنظور سينمائي أحادي القطب.
الحدث المهم الآخر في هذا المهرجان، هو تجنب القيود المشتركة التي كانت في البداية تقتصر على مواضيع مثل الدفاع المقدس أو داعش.
لقد دفعت هذه التعددية الموضوعية العديد من المصورين السينمائيين من جميع أنحاء العالم إلى الترحيب بمفهوم المقاومة (الذي يختلف باختلاف المناخات) ولهذا السبب، فإن عدد الفنانين الذين يشاركون في هذا الحدث من مختلف البلدان يزداد كل عام، ومن بين الأحداث المهمة التي ترافقت مع مهرجان المقاومة،
مشاركة العديد من الفنانين من جميع أنحاء العالم وهم على دراية تامة بمواضيع السينما الوطنية التي تشمل مفهوم المقاومة. مهرجان المقاومة من أفضل الفعاليات التي يتم خلالها تنشئة الثقافة الصحيحة للفنانين العالميين الحاضرين فيه، وهذا الشكل الهادف يمكن أن يبطل الدوافع السياسية وغير الثقافية للإعلام الغربي التي انطلقت ضد بلادنا.
مهرجان المقاومة كنز عظيم للسينما الإيرانية؛ تقدم سينما المقاومة خدمات جليلة، وتنقل الدوافع الجيدة لنشطاء هذا المجال، والتي يمكن أن تستمر في طريق سينما المقاومة الذي يقدمه النوع الإيراني الأصيل الذي لا يستورد افكاره من الغرب.
السينما يجب أن تخدم القضية الفلسطينية
من جهته قال "جلال غفاري قدير" أمين عام هذا المهرجان: انطلقت هذه الدورة بشعار "خطاب المقاومة والحركة العالمية للمظلومين وتحرير القدس الشريف" وعلى الرغم من الوقت الضيق، يواجه إقبالاً كبيراً من قبل الفنانين في مجال الرواية والافلام الوثائقية والرسوم المتحركة.
النقطة الأولى كانت الإهتمام بالمقاومة، ولهذا السبب حددنا سبعة عشر محوراً موضوعياً، منها: سينما الثورة الإسلامية، سينما نساء المقاومة، سينما انحدار أمريكا، سينما فلسطين وحرية القدس الشريف، سينما جبهة المقاومة، سينما الدفاع عن المراقد المقدسة ومناضلون بلا حدود، سينما مدرسة الحاج قاسم سليماني، وسينما الوحدة الإسلامية وسينما الشباب وأسلوب حياة المقاومة، وغيرها، وكانت هناك بعض الأفكار يمكن إدراجها في مستقبل السينما ضمن فئتها الفرعية.
وصرح سكرتير المهرجان الدولي السابع عشر لأفلام المقاومة: نفس الموضوع كان يدعو للتظاهر في قطاعات أخرى. على سبيل المثال، لم يكن المحور الفلسطيني مجرد فئة مقصورة على الدول الإسلامية، وقضية فلسطين كانت موضع نظر جميع من يطالبون بالحرية.
اليوم، نحن في مرحلة نقول فيها إن السينما يجب أن تخدم هذه الحرية. من ناحية أخرى، استطاعت سينما الدفاع المقدس، أن تبتكر أعمالاً يتم الحديث عنها في العالم، لأنها جاءت من قلب تاريخنا. سينما الدفاع المقدس إنها سينما نفتخر بها، وقد أنتجت أعمالاً تصور شرف حماية الوطن.
وأضاف غفاري: قضية فلسطين يدعمها دعاة الحرية واليوم نحن في مرحلة نقول فيها إن على السينما أن تقرب حقيقة هذا الخطاب من الشاشة.
وتابع: إن طريقة إقامة المهرجانات في العالم تقوم على التقاليد الليبرالية. حاولنا هذه المرة أن نبتعد عن مكان المهرجان، ومن هناك جاءت فكرة الخليج الفارسي، وأصبحت شواطئ الخليج الفارسي والقصص التاريخية والمعاصرة للخليج الفارسي حية بالنسبة لنا.
وأكد أن الحفل الختامي سيعقد في الخليج الفارسي وخلال هذا الحفل سنعقد ورش عمل تعليمية بحضور صانعي أفلام بارزين، لدينا أيضاً مساحات مخصصة للنقد السينمائي الإيراني والعالمي، وفي الوقت نفسه، سيكون لدينا عروض على مستوى المحافظات.
وأكد مدير المهرجان: في القسم الرئيسي الذي يسمى "جائزة الشهيد سليماني"، تم استلام 674 عملاً محلياً، تم استلام 291 عملاً في قسم "جيل الروايات" المتعلق بالأعمال القصيرة، وفي قسم جائزة الدفاع المقدس 352 عملاً، وفي قسم فلسطين بحضور مصورين محليين وصل 149 عملاً إلى الأمانة، كما أنه وصل حوالي 400 سيناريو وأكثر من 200 عمل بحثي إلى مهرجان هذا العام، وفي معظم الأقسام تم الانتهاء من التحكيم وسيتم الإعلان عن المرشحين للمهرجان خلال الأيام القليلة القادمة.
إرسال أعمال من 40 دولة
وفي نفس السياق قال "محمد علي مؤمني ها" مدير القسم الدولي أثناء تقديمه للإحصاءات العالمية لهذا الحدث: أكثر من 40 دولة أرسلت أعمالاً إلى الأمانة.وأكثر من 300 صانع أفلام غير إيراني عملوا في هذه الفترة وسيُعرض إجمالي 500 عمل، ولدينا ضيوف من أكثر من 20 دولة في العالم، وسيحضر بعضهم في ندوات عبر الإنترنت.
المحاضرون في بعض الندوات هم أيضاً فنانون أجانب، وتحضر في هذه الدورة أربع هيئات تحكيم من سوريا وتركيا ولبنان واليمن، وطلب المجلس السوري عقد النسخة التالية للمهرجان في سوريا، وقد خططنا لعقد "ليالي أفلام المقاومة" وتفاعلنا فيه مع أكثر من 10 دول.
كان من المفترض أن يكون هذا الحدث في سوريا وتركيا قبل المهرجان، ولكن بسبب الزلزال الأخير، تم تأجيل هذا البرنامج ومن المحتمل أن يعقد في هذين البلدين بعد رمضان. كما أنه في افتتاح واختتام المهرجان، يتم تكريم بعض الشخصيات العالمية في المقاومة والسينما.
اختتام المهرجان على ظهر سفينة إيرانية في الخليج الفارسي
من جهته قال "محسن رفيعي" السكرتير التنفيذي للمهرجان: إن افتتاح مهرجان المقاومة السابع عشر سيكون يوم الجمعة 3 مارس تزامناً مع افتتاح المهرجان في 32 محافظة ايرانية.
وأضاف: سيقام الحفل الختامي مساء الأربعاء 8 مارس على ظهر سفينة إيرانية في الخليج الفارسي، وخلال أيام إقامته تم التخطيط للعديد من البرامج المتنوعة للجمهور، من أهمها برامج تعليمية، نقد الأفلام، عروض لأعمال مختارة، وتحسين المستوى لموقف صانعي الأفلام من وحي المقاومة.