على وقع التصعيد في جنوب لبنان

«الشيكل» يواجه تراجعاً حاداً مقابل العملات الرئيسية

واجه الشيكل الإسرائيلي تراجعاً حاداً مقابل العملات الرئيسية في العالم، الأربعاء، مع تصاعد التوترات على طول الحدود مع جنوب لبنان.
وفي تداولات العملات الأجنبية المتقلبة، خسر الشيكل ما يزيد على 2 في المائة مقابل الدولار الأميركي واليورو. وضعف الشيكل، الثلاثاء، وسط تقارير عن ضربات لجيش الاحتلال الصهيوني في عمق لبنان الإثنين، وإطلاق حزب الله وابلاً من الصواريخ على مرتفعات الجولان. وقفز الدولار بنسبة 2/1 في المائة مقارنة مع سعره التمثيلي الذي تم تحديده ظهر الإثنين ويتداول عند 651/3 شيكل، وارتفع اليورو بنسبة 1/1 في المائة إلى مستوى 993/3 شيكل.
وفي وقت سابق من صباح الثلاثاء، تم تداول الدولار عند 623/3 شيكل، وتداول اليورو مقابل 97/3 شيكل. والإثنين، حدد بنك إسرائيل سعر الشيكل مقابل الدولار التمثيلي بنسبة 838/0 في المائة عن يوم الجمعة، عند 608/3 شواكل للدولار، كما تم تحديد سعر الشيكل مقابل اليورو التمثيلي أعلى بنسبة 905/0 في المائة عند 948/3 شيكل/ يورو.
ويقول كبير الاقتصاديين في بنك مزراحي طفحوت، رونين مناحيم، لموقع "غلوبس" الصهيوني: إن سبب انخفاض قيمة الشيكل هو "الحساسية العالية لسوق الفوركس تجاه تصعيد أمني آخر على الجبهة الشمالية".
يتذكر مناحيم أنه قبل انخفاض قيمة الشيكل في الأيام القليلة الماضية، كان الشيكل يرتفع بسبب البيانات الإيجابية حول تحسن أداء الاقتصاد الصهيوني. وتشير أرقام ميزانية الدولة إلى صلابة مشجعة للإيرادات وقرار بنك إسرائيل بعدم خفض سعر الفائدة الشهر الماضي زاد من الدفع.
 مضاربة على الشيكل
من ناحية أخرى، يقول المدير العام لتمويل الطاقة وإدارة المخاطر يوسي فرانك للموقع ذاته: إننا نتحدث عن أنشطة المضاربة من قبل البنوك الأجنبية. ويضيف: بنك إسرائيل خارج اللعبة كما رأينا من البيانات المنشورة، وقد توقف عن بيع الدولارات لتحقيق الاستقرار في السوق. والآن تتم معظم عمليات التداول من قبل بنوك أجنبية، وهذا يعني أن هناك أرضاً خصبة للمضاربة من أجل محاولة الاستفادة من حالة عدم اليقين في "إسرائيل".
ويرى فرانك أنه منذ شهر يناير/ كانون الثاني "هناك تقلبات كبيرة في السوق؛ لكن لا يوجد تغيير جوهري في عوامل التغير في قيمة العملة". ويوضح فرانك أن السوق تحاول تحليل ما يجري في الكيان الصهيوني في المستقبل. "لقد بدأ انخفاض قيمة العملة حتى الآن مع الإصلاح القضائي، ومن المحتمل ألا يعود ذلك إلى جدول الأعمال.
ويضيف فرانك: إن "أي تصعيد كبير على الجبهة الشمالية من شأنه أن يؤدي إلى فقدان العملة لقوتها".
ويوضح مناحيم أنه بالنظر إلى المستقبل، يمكن الافتراض أن تقلبات سوق الفوركس سوف تستمر، ويقول: "يجب الأخذ في الاعتبار أن بنك إسرائيل يراقب ما يحدث وفي أي وقت يعتقد أنه انخفاض مفرط في قيمة الشيكل، وهو ما لا تبرره البيانات الاقتصادية، فلديه خطة لبيع احتياطيات النقد الأجنبي، كما أعلن في الأسبوع الأول من الحرب".
 "طوفان الأقصى" يهز أركان الاقتصاد الصهيوني
يذكر أن الشيكل تراجع بحدة مع بداية عملية "طوفان الأقصى" في قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي التي هزت أركان الاقتصاد الصهيوني؛ لكنه ارتفع في بعض فترات التداول منذ ذلك الحين، وذلك بعد ضخ البنك المركزي 45 مليار دولار في الأسواق لوقف تهاويه، وتلبية احتياجات المستثمرين الفارين من أسواق الصرف والمال.
وعلى صعيد تدهور الاقتصاد الإسرائيلي، يقول تحليل حديث بوكالة "بلومبيرغ" الأميركية: إن الاقتصاد الصهيوني عانى من واحدة من أسوأ حالات الركود على الإطلاق في الربع الأخير من العام الماضي، بعد أن أدت الحرب على غزة إلى إصابة الشركات بالشلل، وأجبرت الصهاينة على إخلاء المستوطنات، ودفعت الجيش إلى استدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط.
ويقول التقرير: كان الانكماش أسوأ من كل التقديرات الواردة في استطلاع "بلومبيرغ" للمحللين، الذين كان متوسط توقعاتهم يشير إلى انكماش بنسبة 5/10 في المائة في الاقتصاد الإسرائيلي؛ لكنه شبه تضاعف.
البحث
الأرشيف التاريخي