روبوت إيراني يعالج إضطراب التعلم لدى الأطفال

تمكّن متخصصون في جامعة شريف التكنولوجية في ايران من بناء روبوت لتحسين مهارات القراءة لدى الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة. حيث نجح باحثون في مختبر الروبوتات المعرفية الاجتماعية بجامعة شريف التكنولوجية في تصميم روبوت اجتماعي اسمه "تابان" لمساعدة الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة.
ووفقاً لصناع هذا المنتج المتطور فإن الروبوت، هو التاسع الذي تم بناؤه في مختبر الروبوتات المعرفية الاجتماعية بجامعة شريف، وهو مخصص للأطفال الذين يعانون من عسر القراءة على تقوية وتحسين مهارات القراءة لديهم من خلال أداء التمارين.
إذ يفضي الضعف في القراءة إلى الإعاقة في مختلف جوانب الحياة، وخاصة الظروف الدراسية غير المناسبة، والمشاكل النفسية والسلوكية. والأطفال الذين يعانون من عسر القراءة، على الرغم من تمتعهم بذكاء طبيعي، قد يواجهون فشلًا دراسيا متتاليا بسبب قلة معرفة المعلمين في المدارس العادية، ما قد يؤدي حتى إلى تهربهم من المدرسة وإظهار سلوكيات معادية للمجتمع. وفي الواقع يكون الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة، بأمس الحاجة إلى أدوات خاصة للتعليم والتعلم. واليوم، مع تقدم التكنولوجيا، يمكن للتقنيات التعليمية الجديدة مثل الروبوتات الاجتماعية أن تلعب دورا فعالاً في هذا المجال. كما أظهرت الدراسات أن الأطفال في سن المدرسة الابتدائية لديهم دافع كبير للقيام بالمهام التعليمية من خلال اللعب والتفاعل مع الروبوت بسبب الجاذبية الصوتية والمرئية للروبوت.
من جهة أخرى يعتبر الروبوت مبتهج وصبور للغاية، وباعتباره "مساعد مدرس"، فهو لا يمل أبدا من القيام بمهام متكررة مع الأطفال الذين يحتاجون إلى مزيد من التدريب. كما ثبت في الأبحاث أنه وفقًا لأعمارهم، يتمتع الأطفال بمستوى عالٍ من السمع من الروبوتات، حتى أكثر من الآباء أو المعلمين أو الممرضات؛ حيث أظهرت الدراسات الفعالية العالية لهذه التكنولوجيا المتقدمة.
وأهم ما يميز هذا الروبوت ذو 6 درجات، وهو سبب تسميته بـ "تابان"، هو وجود جهاز عرض بقناع شبه شفاف على رأس الروبوت، ما أعطى الروبوت ثلاث درجات من الحرية. يمنح رأس جهاز العرض مع القناع القابل للاستبدال الروبوت القدرة على القيام بأدوار مختلفة مثل مساعد المعلم وزميل الدراسة والمبتدئ في التفاعل مع الأطفال في التدخلات السريرية من خلال وضع أقنعة مختلفة.
كما يزيد تنوع شخصيات الروبوت من جاذبية الحصص التعليمية للأطفال ويمنعهم من الملل أثناء الحصص وعملية التدريب. بالإضافة إلى ذلك، يتم وضع شاشة تعمل باللمس في الجزء الأمامي من جسم الروبوت الساطع، والتي يمكن من خلالها استخدام السبورة، ويمكن للروبوت على سبيل المثال أن يعرض تمارينه التدريبية للأطفال بمساعدتها، ومتى ما يجيب الطفل على السؤال، فأنه يقدم الغذاء المناسب على عرضه.
كما يوجد لدى روبوت تابان أجهزة استشعار ومشغلات مختلفة يتم برمجتها بمساعدة نظام تشغيل روبوتي مثبت على المعالج المركزي، وبالتالي يتم التحكم في حركات الروبوت في سيناريوهات مختلفة. إن الذكاء الاصطناعي المطبق على الروبوت محدث ومتطور بالكامل، ويتم استخدام أحدث بروتوكولات الاتصال الذكية بين المستخدم والروبوت للتواصل مع الطفل. حيث يمكن التواصل بين الطفل والروبوت بثلاث طرق: بصرية وسمعية وباستخدام التطبيق المخصص للروبوت.وفي التواصل البصري، يمتلك الروبوت كاميرا في الجزء الأمامي من الصدر للتعرف على الأشخاص والتعرف على تعابير وجوههم. ويمكن التواصل السمعي بمساعدة ميكروفون الروبوت ومجموعة الميكروفونات، ويستطيع الروبوت التعرف على كلام الجمهور ومعالجته مع التعرف على اتجاه الصوت، والاستجابة للجمهور من خلال نماذج لغوية كبيرة والتفاعل معهم باللغة الفارسية من خلال مكبر صوت مخصص لهذا الأمر.أما بالنسبة للسيناريوهات التفاعلية يتم استخدام تطبيق للتواصل مع الطفل يمكن تثبيته على هاتف محمول وجهاز لوحي وأي نظام تشغيل آخر والتواصل مع الروبوت من خلال الشبكة المحلية. وبمساعدة هذا البرنامج ينخرط الطفل في التفاعل التعليمي مع الروبوت من خلال الألعاب والأسئلة والأجوبة، فيقدم له الروبوت ردود فعل جذابة ويرشده حسب إجابة الطفل. جميع الألعاب المنفذة على الروبوت متوافقة مع الأنشطة التعليمية للأطفال الذين يعانون من عسر القراءة والتي يتم تنفيذها في مراكز صعوبات التعلم.

البحث
الأرشيف التاريخي