|
مهندس إیرانی یخترع طلاء للحیلولة دون انجماد اجنحة الطائرات
ابتدع المهندس الایرانی " هادی قاسمی " طلاء للحیلولة دون انجماد أجنحة الطائرات من خلال رش مادة خاصة على جسم الطائرة حیث یعتبر مشکلة مستعصیة فی فصل الشتاء. یذکر ان هذا المهندس الایرانی تخرج من جامعة " هیوستون " الامیرکیة، ویعتبر ابداعه هذا أمرا مهما للغایة فی تحلیق الطائرة دون أی هاجس او خوف من انجماد جناح الطائرة وهی فی الجو.
وتعتبر المادة الجدیدة التی ابتدعها المهندس "قاسمی" أقوى من نظیراتها الاجنبیة 100 مرة ویمکن الطائرة من التحلیق دون أیة مشکلة بعد اختبارها على طائرة " بوینغ " فی الجو مع تساقط الثلوج. ویمثل منع أجنحة الطائرة من التجمد فی الشتاء تحدیا خطیرا، لکن الباحث الایرانی طور هذا الطلاء الذی یمکن رشه على جسم أی طائرة لحل هذه المشکلة.
هذا ویعد الحفاظ على أجنحة الطائرات خالیة من الجلید أمر مهم للغایة للحفاظ على سلامة الطیران، ویمکن إزالة الجلید من خلال هذه المادة الکیمیائیة الثقیلة التی یتم رشها على الطائرات قبل الإقلاع فتحافظ على سطح الجناح نظیفا وصالحا للخدمة، ولکنها ضارة بالبیئة.
صنع جهاز تعقیم بالأشعة فوق البنفسجیة
لأول مرة فی إیران، أنتج باحثون من شرکة قائمة على المعرفة جهاز تعقیم بالاستعانة بالأشعة فوق البنفسجیة، التی تطهر البیئات الصغیرة والمتوسطة الحجم فی وقت قصیر بکفاءة 99٪.
وأشارت سارة حکاک، نائبة رئیس هذه الشرکة التکنولوجیة، إلى أن الجهاز إیرانی بالکامل وقالت: فی العامین الماضیین، بسبب انتشار فیروس کورونا أصبح استخدام UVC فی جهاز التعقیم شائعاً، ونجحنا فی تصمیم وإنتاج جهاز تطهیر محمول آمن بالأشعة فوق البنفسجیة .UVC
وأضافت ان هذا الجهاز UVC safe violet 2021 مزود بثلاثة مصابیح تعمل بالأشعة فوق البنفسجیة بقوة 55 واط و یمکن استخدامه لتطهیر المکاتب والفنادق والصالات الریاضیة والمراحیض والمطابخ. وأوضحت أن الأشعة فوق البنفسجیة من النوع C لها القدرة على تدمیر الکائنات الحیة الدقیقة المختلفة، بما فی ذلک الفطریات والفیروسات والبکتیریا، و یشمل ذلک الالتهاب الرئوی والتهاب السحایا والإیکولا وشلل الأطفال والحصبة
والکورونا.
وصرح فرزان أبادانا، نائب رئیس شرکة Danesh Bonyan Petro، أن الجهاز ایرانیا بالکامل و یتمتع بجمیع المعاییر وهو جاهز للبیع.
فی ایران؛
مرکز بحوث العلوم وتقنیات المعلومات رمز النمو والتطور العلمی
الوفاق / قال رئیس مرکز بحوث العلوم وتقنیات المعلومات الایرانی (ایران داک)، بأن لهذا المرکز طبیعة فریدة ومتعددة الاوجه، وانه مسار وماض تحول الى رمز للنمو والتطور فی ایران.
وکان المرکز قد استضاف الاحد الماضی مراسم تکریم رئیسه السابق، الدکتور سیروس علیدوستی، وتقدیم الرئیس الجدید، الدکتور محمد حسن زاده، وذلک بحضور بیمان صالحی، المساعد البحثی وسکرتیر عام المجلس الاعلى للعلوم والبحوث والتقنیات.
وفی معرض اشارته الى فعالیات المرکز خلال الاعوام التسعة الماضیة، قال علیدوستی بأن علوم وتقنیات المعلومات تعمل على مزید من التواصل فی العالم، وتزیل الحدود الفیزیاویة وتصنع فضاءات افتراضیة موازیة وتنمیها وتطور سیطرتها على کافة نواحی حیاة البشر.
کما أشار الى موضوع الاستفادة عالمیاً من الانترنت، مضیفاً: ان العلوم وتقنیة المعلومات تحولت الى عنصر محدد مهم وبدون شبیه فی مجال الحوکمة والتنافس فی الساحة الاقتصادیة، وهنالک الیوم مفاهیم مثل الواقع الافتراضی، التحلیلات على اساس الحجم الکبیر من المعطیات، عوامل الذکاء، الانترنت، الکوانتوم، اتمتة العملیات على اساس الروبوت، تواصل الجیلین الخامس والسادس، والتطور الرقمی المتسارع، وهذا کله لم یعد حلماً بل اصبح واقع حال وبشکل متعاظم وآخذ بالدخول فی عالم الحیاة الشخصیة والأجتماعیة.
واجرى وصفاً لطبیعة (ایرانداک)، قائلا: بأنه یحتوی على طبیعة فریدة ومتعددة الاوجه، فمن جهة یشبه مرکز بحوث یسعى لتنمیة وتطویر حدود العلوم وتقنیة المعلومات، ومن جهة اخرى یتولى مهمة توفیر الخدمات العلمیة للمجتمع الجامعی الایرانی، کما جرى تولیته مسؤولیة دعم وارشاد وتوجیه وتوفیر مراکز معلومات وزارة العلوم.
وواصل قائلاً فی السیاق: فهو من ناحیة یقوم بتجمیع وتنظیم وترویج الکنز الهائل من الاطروحات والرسائل الداخلیة والخارجیة، ومن ناحیة اخرى یمهد الارضیة للمحافظة على وصون الاخلاق العلمیة. لذا فان المرکز هو مسار وتأریخ تحول الى رمز للنمو والتطور فی ایران.
واضاف: اهداف المرکز تدل على مهام ومسؤولیات شاملة، وطنیة ومتطورة. وان الوصول الى هذه الاهداف وتنمیتها یتطلب الاستفادة من المقدرات البنیویة والقوى البشریة وشبکة التواصل المتوفرة علاوة على تعزیز مستمر من خلال التمهید للتحول الافتراضی.
یذکر ان ضم المرکز اعضاء هیئة علمیة وخبراء مقتدرون یتحلون بالمسؤولیة ومعروفین لدى الاسرة الجامعیة والتنفیذیة فی البلاد، وکذلک یتمتعون بدعم الوزارة والمساعد البحثی وکبار المدراء، هذا کله یعتبر المحرک الرئیسی فی مسار النمو والتطور.
ویشار الى ان محمد علی زلفی غل، تم فی 5 أیلول/ سبتمبر الجاری تعینیه رئیساً للمرکز، وهو یحمل شهادة الدکتوراه فی مجال علوم المعلومات. کما انه عضو فی الهیئة العلمیة لکلیة الادارة والاقتصاد بجامعة اعداد المدرسین، بمستوى استاذ. وکانت اطروحته فی مجال ادارة العلوم، وکتب فی هذا المجال اکثر من 50 مقالة و5 کتب.
تلبیة الاحتیاجات الحقیقیة للذکاء الاصطناعی فی مجال الصحة والطب
تقام مسابقة الذکاء الاصطناعی السنویة فی إیران فی اطار مشروع الشهید بابائی التابع لمؤسسة النخبة الوطنیة فی مجال الصحة والطب إلى جانب التعلیم.
وفقاً لنائب الرئیس للعلوم والتکنولوجیا، تجری المسابقة (IAAA)، هذا العام بمشارکة العدید من النشطاء وصناع القرار، بما فی ذلک مؤسسة النخبة الوطنیة، ووزارة التعاون والعمل والرعایة الاجتماعیة، ومعرض إینوتکس، وشبکة فنون البازار الوطنی فی إیران، ومعهد أبحاث تکنولوجیا المعلومات والاتصالات، وحدیقة بردیس للتکنولوجیا، وشرکة های -وب.
تستغرق عملیة هذه المسابقة 5 أشهر ویخوض المشارکون 70 ساعة من التدریب النظری و 2.5 شهراً من التدریب العملی الموجه لحل المشکلات فی مختلف المجالات المتعلقة بمجال المسابقة. فی المستقبل، سیتعرفون على أدوات العمل فی الندوات عبر الإنترنت والندوات التی تم تحدیدها لهم، وسیتعرفون على المزید حول تحدیات الیوم.
فیما بعد، سیتم منح هؤلاء الأشخاص الفرصة للتعرف على الاحتیاجات الحقیقیة لمجال الذکاء الاصطناعی بطریقة عملیة والمضی قدماً نحو تقدیم حلول لهذه الاحتیاجات.
وقد دخل تقییم هؤلاء الأشخاص، بالإضافة إلى مراجعة الأنشطة المختلفة والاختبارات المطلوبة ورأی المرشد المختص خلال الدورة، إلى مرحلة التحکیم ویحصل کل فریق أو فرد على درجة محددة بناءً على مؤشرات مختلفة وتقدم جوائز نقدیة مع إمکانیة التوظیف فی الشرکات الکبیرة.
ویبدأ یوم السبت الموافق 19 سبتمبر الجاری، تسجیل المشارکة بالمسابقة وستمنح جائزة 3 ملیارات ریال للفریق الأول وأکثر من 5 ملیارات ریال للفرق الاخرى.
قاعدة معرفیة مستقرة
نظرة على آراء عالم البیئة الإیرانی الدکتور مرتضى فرهادی
ما هی المعرفة؟
الفکرة الرئیسیة لسماحة قائد الثورة من أجل التنمیة الصناعیة لإیران هی الاقتراب من حدود المعرفة للتعویض بسرعة عن التخلف. لسنوات لم یجد سماحته ایة فائدة فی اتباع الطرق التقلیدیة لتعویض الفجوة العلمیة والصناعیة مع العالم الأول. لذلک، وفی خطابات مختلفة، أکد سماحته على ضرورة الاهتمام بالمعرفة والعلوم الحدودیة مثل تقنیة النانو والحیویة، وما إلى ذلک. حیث ان استثمار البلاد فی هذه المعرفة الحدودیة، ستؤدی الى حدوث
" قفزة علمیة ".
من ناحیة أخرى، فی السنوات القلیلة الماضیة، وبسبب ضعف واعتماد البلاد فی المجالات الاقتصادیة والإنتاجیة على الاخرین، فان شعارات العام کانت تهدف إلى تعزیز الاقتصاد وقطاع التشغیل والإنتاج. من ناحیة أخرى، کان هناک العدید من المناقشات حول قضیة "نقد المقالات العلمیة" بشأن العلاقة العضویة بین العلم والجامعة والصناعة باعتبارها القوة الدافعة للحرکة الصناعیة والعلمیة فی البلاد. ومع ذلک، لم تتحقق هذه الرغبات لأسباب سیاسیة وإداریة واقتصادیة وثقافیة مختلفة؛ ولکن هل یمکن تخیل وضع تتحد فیه هذه الرغبات الثلاث؟! وعندها ولدت فکرة "المعرفة"
بوضوح اکثر، فإن "المعرفة القائمة على المعرفة" هی فکرة وسیطة لتوصیل الحرکة فی المعرفة الحدودیة وحدود المعرفة بالإنتاج الصناعی والتجاری. تعنی المعرفة القائمة على المعرفة فی جملة واحدة "الاستثمار فی وحدة البحث والتطویر لشرکات الإنتاج والخدمات". على سبیل المثال، الشرکات التی تصنع المکیفات المائیة التی تستخدم تقنیة عمرها 50 عاماً وذات کفاءة متدنیة وما زالت لم تتخذ الشرکات أدنى خطوة لتوفیر استهلاکها العالی للمیاه والکهرباء، لا یمکن اعتبار هذه الشرکات بانها قائمة على المعرفة. وعلیه، فإن "قواعد المعرفة" هی "الشرکات" التی تعمل على تحقیق أقصى قدر من الاستثمار فی وحدات "البحث والتطویر" بهدف الاقتراب من حدود المعرفة.
ومع ذلک، فإن نمو "قاعدة المعرفة" وتوسعها وکفاءتها یعتمدان على تلبیة بعض المتطلبات الاجتماعیة والثقافیة. فی الواقع، بدون الاستعدادات الاجتماعیة والثقافیة، لا یمکن تکوین قواعد المعرفة وتنمیتها واستمرارها. على سبیل المثال، تعتمد المعرفة القائمة على الإبداع بدرجة کبیرة وتنتشر فی مجتمع یکون الإبداع فیه خاصیة عامة ؛ لکن إبداع کل شخص یتأثر بثقته بنفسه، وبالتالی فإن انتشار المعرفة القائمة على المعرفة فی النطاق الوطنی یتطلب ثقة وطنیة عالیة بالنفس. کما أن للعلم طبیعة اجتماعیة ویتطلب الحوار والتعاون والمشارکة الجماعیة. على سبیل المثال، یتطلب نمو "الشرکات" القائمة على المعرفة تعزیز روح النشاط والعمل الجماعی على نطاق وطنی. علاوة على کل ذلک، فإن للعلم والمعرفة خاصیة تراکمیة. کل بحث علمی جدید یقف على أکتاف التجارب السابقة بطریقة سلبیة أو إیجابیة ومن الممکن أن یستمر إذا تراکمت هذه التجارب. یمکن أن تکون هذه الاستمراریة مستقرة عندما یکون لأبحاثهم وإنجازاتهم علاقة بالبیئة الطبیعیة والاجتماعیة من حولهم. فی حالة عدم وجود هذه الصلة أو العلاقة، فإن البیئة الخارجیة ستکون بمثابة عائق تقف امام إمکانیة التراکم والاستمراریة ؛ ولکن کیف یمکن الجمع بین "الإبداع" و "الاستدامة"، اللذان یبدو أنهما مفهومان متباینان ومتعاکسان، لأن الإبداع یشیر إلى الدینامیکیة والاستدامة تشیر إلى الموثوقیة.
یتبع...
*بوابة
مرتضى فرهادی أستاذ الأنثروبولوجیا المتفرغ بجامعة العلامة طباطبائی فی طهران. قضى فرهادی معظم حیاته البحثیة فی دراسة القدرات الثقافیة لإیران فی مناطق الهضبة المرکزیة فی إیران، بما فی ذلک کمره (خمین) وسیرجان ومناطق أخرى من إیران. وکانت نتیجة هذه الجهود نشر أکثر من مائة کتاب ومقال علمی وبحثی. فازت معظم کتب فرهادی مثل "واره" و "ثقافة المساعدة فی إیران" و "صناعة ما وراء التقلید" بجوائز وطنیة مثل کتاب العام، وأفضل بحث ثقافی فی العام، إلخ. على الرغم من أن أعمال فرهادی المبکرة کانت فی الغالب وصفیة، إلا أن أعمال فرهادی الأخیرة ترکز بشکل أکبر على الصیاغة النظریة لاکتشافاته الأنثروبولوجیة. میزة فرهادی الخاصة هی أنه کرس حیاته بالمعنى الحقیقی لبرنامج بحثی ورفض قبول المسؤولیات العلمیة والتنفیذیة وحضور التجمعات الإعلامیة. إن سلوکه الخاص مثل العیش البسیط ومحبة الطبیعة والرضا والصبر والترکیز والتواضع والإنسانیة جعله یتمتع بشعبیة بین طلابه.
التنمیة المستدامة غیر المستدامة
==========
إن العواقب البیئیة والاجتماعیة للتطور العلمی والصناعی غیر المقید فی القرنین أو الثلاثة الماضیة لم تحقق النتائج المتوقعة لبرامج التنمیة فی کثیر من الحالات فحسب، بل أثارت ردود فعل بیئیة واجتماعیة وخلقت قضایا ومشکلات تتحدى مبدأ التطویر نفسه. کان من المفترض أن تعمل برامج التنمیة التکنولوجیة والعلمیة والصناعیة على زیادة الرخاء والسعادة ونوعیة الحیاة للإنسان المعاصر، لکنها تسببت على سبیل المثال فی زیادة بطالة العمال والفجوة الطبقیة فی المجتمعات الصناعیة والتلوث والأمراض الجدیدة، والأزمات البیئیة والهجرات القسریة. لهذا السبب، تم انتقاد التنمیة أحادیة البعد والترکیز على النمو الاقتصادی بدلاً من التنمیة الشاملة، وأثیرت قضیة التنمیة المستدامة والاستدامة الاجتماعیة کمقاربات بدیلة فی التنمیة، والتی حاولت أن تأخذ الارتباطات الاجتماعیة والبیئیة على محمل الجد فی التنمیة وتقلیل العواقب والأضرار المذکورة أعلاه لذلک، على سبیل المثال، تم اقتراح رأی ومشارکة المهتمین فی قطاع العمل کأحد الحلول لتعدیل وإصلاح خطط التنمیة. فی هذه التعدیلات، لم یتم التشکیک فی مبدأ التوجهات التنمویة، ولکن تم النظر فقط فی التدابیر السطحیة والجزئیة لإزالة بعض نتائجها الفوریة والملحوظة. لم یتمکن المطالبون بهذا النهج من التنمیة المستدامة من الإجابة على السؤال عما إذا کان یمکن تحقیق حصة وحق الأجیال القادمة فی البیئة من خلال تصویت أصحاب المصلحة الحالیین ومناقشات بعض الخبراء عند الحاجة ؟ فی الواقع، فان مثل هذا النوع من المواقف تجاه التنمیة المستدامة، والتی یتم وضعها فی النهایة فی نفس الأطر السابقة (بالطبع، مع القلیل من الدیمقراطیة والحوار والإعلام، إلخ )، والتی لن تؤدی الى تغییر فی المواقف التقلیدیة تجاه نموذج التنمیة وبالتالی لایمکن وضع الترتیبات التمهیدیة لاستدامة التنمیة المطلوبة. فی المقابل، تم اقتراح نهج "الاقتصاد الحیوی"، والذی یعتقد أن التنمیة المستدامة وازدهار الإنسان یتطلب تغییرات أساسیة فی مواقفنا وسلوکیاتنا وعلاقتنا مع الطبیعة وتغییرات فی نمط الحیاة الاجتماعیة والسیاسیة الیوم، وهذا یعتمد علینا. فی الواقع، فی النهج البیئی، کانت المشکلة لیست فقط الاهتمام بالقضایا البیئیة، ولکن أبعد من ذلک، للتعامل مع الأسباب الأساسیة للتنمیة المناهضة للبیئة وتحدی أهم النظریات الاجتماعیة الحدیثة فی العالم غیر الغربی، أی التحدیث (مدرسة التحدیث)، التی تقوم على مبدأ "جدید أفضل وأکثر اکتمالاً وتقدماً مما کانت علیه فی الماضی" أو "تقدم أوروبا هو نتاج نمو العلم والعقلانیة".
مع هذه الشکوک، کان الاهتمام بإعادة تقییم الثقافات المحلیة، والحاجة إلى تقلیل الثقة فی معرفة الخبراء والمتخصصین المعاصرین وإیلاء مزید من الاهتمام للمعرفة التقلیدیة والاصیلة للسکان المحلیین من أجل بناء عالم اکثر انسانیة من الناحیة الثقافیة وأکثر استقرارا من الناحیة البیئیة. فی الواقع، منذ السبعینیات من القرن الماضی، تم الاعتراف بشکل متزاید بالمعارف والعلوم الأصیلة والتقلیدیة کمورد أساسی وقیِّم للمجتمعات المحلیة لتحقیق التنمیة المستدامة، وقد تم ذکرها رسمیاً لأول مرة فی عام 1992 فی مؤتمر ریو. فی المقاربات التقلیدیة والمهیمنة للتنمیة المستدامة، والتی لا تزال متأثرة للأسف بنظریات التنمیة الاستعماریة مثل مدرسة التحدیث، یتم رفض التجارب التاریخیة والثقافیة للسکان الأصلیین والریفیین بألقاب مثل البدائیة والخرافات، ولکن فی النهج البیئی، لم تکن هذه التجارب تعتبر قیّمة فحسب، بل یجب دراستها وحاولوا إعادة إنتاجها وفقاً للظروف الجدیدة. وتتمثل خصائص هذه المعارف والتکنولوجیات الأصلیة والتقلیدیة فی أنها رخیصة ومتوافقة مع الثقافة والبیئة الأصلیة وشاملة ودینامیکیة. فی الواقع، فی النهج البیئی، یعتبر التاریخ الثقافی والاجتماعی للبلد بمثابة قدرة إبداعیة لربط التنمیة المستدامة بالبیئة الاجتماعیة والبیولوجیة، وهنا یعتبر مبدأ التعایش بین الإبداع والاستدامة هو الإجابة المناسبة لحل هذه المشکلة.
قاعدة المعرفة البیئیة
==========
یمکن اعتبار مرتضى فرهادی أهم وأغزر عالم بیئی إیرانی. فرهادی هو أحد علماء الأنثروبولوجیا وعلماء الاجتماع الإیرانیین القلائل، الذین تدور أعمالهم بشکل أساسی حول العلاقة بین الثقافة التقلیدیة والمجتمع الإیرانی وجغرافیة إیران وطبیعتها.
فی أعماله، بالإضافة إلى وصف الظروف الجغرافیة لمناطق ایران المختلفة، وصف فرهادی الهیاکل العلمیة والاجتماعیة والاقتصادیة والثقافیة والنفسیة والسیاسیة المتأثرة بهذه الظروف الجغرافیة والمناخیة وحاول أن یوضح أن هذه الظروف المناخیة الجافة والمنخفضة المیاه فرضت نوعا من التعایش والاستیعاب والتبادل، بین الرجل الإیرانی التقلیدی والمناخ والطبیعة من حوله. فی تفاعل هذا الانسان مع بیئته، خلق معرفة وتقنیات وبنى اجتماعیة وثقافیة متنوعة تتوافق مع مناخه وطبیعته، ولهذا السبب، تمکن من جعل الحضارة الإیرانیة ممکنة ومستمرة لآلاف من السنوات فی الهضبة المرکزیة لإیران. من خلال دراسة نظریات التنمیة وتجارب التنمیة فی دول مثل الیابان والهند والصین، وکذلک الاعتماد على البیانات الأنثروبولوجیة التی جمعها فرهادی هو وزملاؤه الآخرون ذوو التوجهات البیئیة مثل جواد صفی نجاد ونادر أفشار نادری، إلخ.صاغ نظریة التنمیة "الصناعة فوق التقالید ولیس ضدها". وهو یعتقد أنه یجب استخدام التقالید والثقافة والحضارة الإیرانیة کجسر للمستقبل (التنمیة)، ولیس مجرد قضیة زینة، ولهذا السبب، فإن "إثنوغرافیا المعارف والتقنیات التقلیدیة الإیرانیة هی خبز وزبدة الإثنوغرافیین الإیرانیین" . إنه من أوائل الأشخاص فی إیران الذین تحدثوا عن ضرورة "جمع المعرفة والتقنیات الشعبیة وعمل الأدوات التقلیدیة فی إیران" کنهج للتطویر المحلی وتوسیع التکنولوجیا الإیرانیة، ومن نفس الزاویة، ناقش "علم أمراض بحوث الثقافة الشعبیة". یدافع فرهادی عن فکرة التصنیع بطریقة محلیة، مع الحفاظ على البیئة وعلى أساس المعرفة التقلیدیة. واعتبر أن "تدمیر مصادر المیاه التقلیدیة وما نتج عنه من عواقب اجتماعیة واقتصادیة" لیس بسبب الزیادة السکانیة وانما هی نتاج طبیعی للزراعة والتصنیع الحدیثین بغض النظر عن الخصائص المحلیة والإقلیمیة ؛ ومن هذه الزاویة یقول: "التقدم مستمر، ولیس متقطعاً!" بالإضافة إلى ذلک، یجب أن تکون داخلیة المنشأ ".
یقول فرهادی فی نقده لما یعتقده ازدواجیة زائفة بین "التقلید والحداثة" أو "الصناعة - التقالید" فی کتابه الثمین "الصناعة فوق التقالید ": نظراً لأن مثقفینا فی إیران قد واجهوا الانقسام الثقافی، بشکل موضوعی أو عقلی، فإنهم یفکرون فی هذین النوعین على أنهما نوعان مختلفان وینکران ارتباطهما واستمراریتهما، لکن نظرة على تاریخ أوروبا تُظهر کیف أن الأنواع التقلیدیة من التعاون، مع تغییرات بطیئة ومستمرة أو قفزات فی المرحلة الثانویة، تحولت إلى تعاون صناعی ".
أرجع فرهادی وجهة النظر الانعزالیة للتنمیة إلى الجهل واللامبالاة بشأن الظروف المناخیة والاجتماعیة المحلیة وعدم اکتمال فهم الظروف والمرافق الخارجیة فی العقود القلیلة الماضیة، مما تسبب فی تدمیر العدید من المرافق الزراعیة التقلیدیة مثل القنوات المائیة وبیوت الحمام، ونسیان طرق الری، والزراعة، والتسمید، والحصاد التقلیدیة ونسیان المعرفة الشعبیة التی نتجت عن عدة آلاف من السنین من الخبرة دون استبدالها بمرافق ومنظمات أکثر کفاءة وأسالیب أکثر فاعلیة وموثوقیة.کما یصف التقنیات التقلیدیة فی مجال الزراعة والبستنة وتربیة الحیوانات وفقاً للمناقشات ویوضح کیف کانت هذه التقنیات التقلیدیة متوافقة مع الطبیعة والظروف المناخیة. بالطبع، لا یعتبر فرهادی أن استدعاء التقالید الإیرانیة فی الزراعة وتربیة الحیوانات هو مجرد إرضاء للشعور بالحنین، ویعتقد أن هذه المراجعة هی منارة للمستقبل وتساعد على استخدام الإنجازات الصناعیة والتکنولوجیة الجدیدة بشکل أفضل.
بالطبع، لا یتعامل فرهادی مع العلوم والمعرفة والتقنیات التقلیدیة فحسب، بل یصف الجزء الرئیسی من أعماله تشکیل العدید من الهیاکل الاجتماعیة، بما فی ذلک التعاونیات التقلیدیة بین الإیرانیین من أجل التغلب على القیود الطبیعیة مثل ندرة المیاه فی مجال الزراعة والبستنة وتربیة الحیوانات. یستغل فرهادی هذه المقدمات کثیراً لانتقاد النظریات الاستعماریة والاستشراقیة عن "الغطرسة الإیرانیة" و "الکسل الإیرانی". وفقاً لفرهادی، لم یکن الإیرانیون کسالى ومتفردین فی تقالیدهم فحسب، بل کان للعمل قیمة فی حد ذاته فی الثقافة الإیرانیة، وکان للإیرانیین أیضاً تاریخاً ثریاً فی العمل الجماعی والنشاط، وتأثیرات هذا العمل الجماعی لا تزال موجودة فی الذاکرة الجماعیة اللاواعیة والتاریخیة للإیرانیین. ولذلک فان اتجاه تطور إیران یسیر فی نفس طریق إعادة إنتاج هذه القیم والتقالید، والخطوة الأولى فی هذا المسار هی التعرف على هذه التقالید ومن ثم دراستها بجد لإعادة إنتاجها فی الظروف الحالیة لإیران. هذا هو السبب فی أن الجزء الرئیسی من أعمال فرهادی کان وصف أشکال مختلفة من "مساعدة الإیرانیین".
مرتضى فرهادی مثال على المعرفة المستدامة
=============
فی بدایة هذه المذکرة وفی شرح الشرکات القائمة على المعرفة، تم ذکر أن تطویر "الشرکات المعرفیة" یتطلب تعزیز ثقافة وروح العمل والجهد والإنتاج والإبداع ونشر المعرفة. تتطلب الشرکات القائمة على نضوج روح العمل الجماعی والتعاونی. کذلک، فإن الاعتماد على المعرفة فی الدولة یجب أن یوفر الاستدامة الاجتماعیة والبیئیة لتؤدی إلى تنمیة مستدامة حقیقیة. من خلال هذا الوصف، یمکن تقدیم البروفیسور مرتضى فرهادی، عالم الأنثروبولوجیا الحیویة البیئیة الإیرانیة، باعتباره النموذج الأکثر إلهاماً لقواعد المعرفة الإیرانیة المستدامة. من خلال ترکیزه على القدرات والإمکانات التاریخیة لإیران، ومن خلال إعادة القراءة المیدانیة والتاریخیة لهذه الإمکانات، ینتقد فرهادی النظریات الاستعماریة الاستشراقیة. ومن أهم مصادر إنتاج الثقة بالنفس الوطنیة ضد النظریات الاستعماریة التی تنم عن احتقار الآخرین والتی تعتبر الثقافة الأصلیة والتاریخیة للإیرانیین لیست عرضة للتطور وانها انعزالیة . هذه الهویة الجزئیة هی أساس الثقة بالنفس الوطنیة التی یمکن أن تخلق الإبداع فی العلوم والإنتاج. إن ترکیز فرهادی على الترکیبات الثقافیة والاجتماعیة للعمل والإنتاج والتعاون، وکذلک إعادة تفسیر المعرفة والتقنیات التقلیدیة والمحلیة، یربط أیضاً قضیة الإبداع بالبیئة التاریخیة والبیولوجیة لإیران، وبالتالی یخلق نوعاً من الوحدة بین الموثوقیة والدینامیکیة والتحول والتقدم العلمی والصناعی.
* الصناعة فوق التقالید أو ضد عدة قرون من ادب الاستشراق الذی وصف بشکل غیر مباشر، وبعد حوالی سبعین عاماً من الحرب العالمیة الثانیة، بان الثقافة التقلیدیة للبلدان النامیة هی السبب الرئیسی للتخلف، وکانت هذه الثقافة عرضة لهجمات مدرسة التحدیث.
توصل المؤلف إلى نتائج مختلفة منذ ربع قرن مضى، بناءً على تجاربه الحیاتیة ومطالعة المؤلفات المختلفة، وخاصة عمله المیدانی وعمله الاستکشافی فی کثیر من الأحیان فی إیران. تناقضات مدرسة التحدیث وافتراضاتها مع حقائق تاریخ کل من أوروبا وجوهر ثقافة الدول النامیة، وصعود الدول المتقدمة من الموجة الثانیة مثل: الیابان والصین والهند .. إلخ، فی آسیا، تبین أن قضایا التنمیة أکثر تعقیداً بکثیر، وهی تتجاوز الإدعاءات المناهضة للواقع والمناهضة للتجربة والتاریخ للمستشرقین ومدرسة التحدیث وخاصة الجزء المتقدم منها. بدأت هذه المقالة عملها بانتقاد التصنیف الاستشراقی لنوع "ویبر" وتحدی عدم الدقة ومعارضة التقالید والصناعة والفهم الناشئ عنها، وحاولت إظهارها بأمثلة عدیدة متناقضة. خلافا لأخذ التقلید والصناعة من المسلم به. أن طریقة الصناعة، سواء فی بلدان الموجة الصناعیة الأولى، وخاصة فی إنجلترا، وفی البلدان الصناعیة فی الموجة الثانیة، قد انبثقت من التقالید ومکانها ومنطلقها.
جزء من المقدمة
======
کیف أصبحت الدراسات الثقافیة والفلسفات الزائفة المتطرفة التی تدعم الشخص الذی یدعی انتقاد جمیع الروایات البشریة بمثابة سکیناً فی إیران لا یستطیع ان یفعل ای شیئ . کیف تکون الدراسات الثقافیة بکل تقلباتها وانعطافاتها الأوروبیة، والتی لا یستطیع أنصارها فی مجتمعنا من تغییر قضایاها ووجهات نظرها؟ عندما لا یکون أی شیء من دراساتنا مساوٍ للغرب، فلماذا یجب أن نستنسخ دراساتنا الثقافیة وشؤون المرأة والشباب عن هذه الثقافة الاوروبیة الرخیصة ؟ تسبب هذا الموقف المضحک فی قیام بعض المعجبین المتعصبین بإخفاء ارتباکهم تحت غطاء کثیف من السفسطة والمغالطة غیر الملائمة. الدراسات الثقافیة التی تنتقد الحداثة فی الغرب وتستفید من التقالید وعصر ما قبل الحداثة فی إیران، لیس واضحاً ما هی واجباتهم وعمّا یبحثون !؟ فی حین انه فی إیران، یبدو أن بعض المطالبین بما بعد الحداثة لیسوا فقط یرفضون ثقافات القرویون والسکان الأصلیون والملونون والبدو الرحل، بل انهم حتى یکرهون ثقافات وحضارات وطنهم القدیمة. وکأنهم یکرهون أی شیء له لاحقة ولون قدیمان، سواء کان من إیران أو الصین أو إفریقیا أو أسترالیا أو الهنود الأمریکیین.
یتبع...
|
|
تعليقات القراء:
تعليقات القراء:
تعليقات القراء:
تعليقات القراء:
تعليقات القراء:
تعليقات القراء:
تعليقات القراء:
|